تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

مستقبل العائلة الحاكمة في السعودية الى اين؟!!

اثار موت الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز تساؤلات كثيرة في الوسط السياسي سواء المحلي او الإقليمي او الدولي والمتغيرات التي من المحتمل حدوثها بعد مجيء سلمان بن عبدالعزيز الى الحكم، الا ان معظم هذه التحركات تؤكد حصول متغيرات كثيرة على الساحة السياسية الداخلية للسعودية، ولكن بالتأكيد لا تغيير في السياسية الخارجية مع الولايات المتحدة وحلفاء السعودية الأوربيين خصوصاً مع وصول جيل جديد الى السلطة من احفاد عبد العزيز بن سعود الى الحكم في المملكة.

ما حصل في السعودية ووفاة الملك عبدالله، والذي رافقه سيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة في اليمن من الأحداث المهمة في المنطقة سواءً من حيث التوقيت او المكان او حتى من ناحية الأهداف، فموت الملك عبدالله احدث تخلخلاً واضحاً في المملكة، وفتح تحديات كبيرة سواءً على المستوى الداخلي او الخارجي للنظام السعودي ككل، فما زالت هناك الكثير من الملفات التي لم تحسم كالعلاقة مع ايران والتأثير السعودي على مجريات الأحداث في اليمن وسوريا والبحرين والعراق، ناهيك هن الخلافات مع قطر، والتأثير السعودي في مصر الخ)

كما يمكن ان يتعرض المشهد في السعودية الى متغيرات وتجاذبات مهمة خاصة اذا أدركنا ان لا اجماع حقيقي على الملك وولاة عهده، ناهيك عن المؤشرات التي تتوقع ان يكون أفراد العائلة الحاكمة غير منسجم مع التغيير الجديد .

الباب ما زال مفتوحاً لاثارة العديد من التساؤلات حول مستقبل المملكة والصراع على الحكم الذي يتركز في جوهره بين السديريين والتي هي اكبر مجموعة من الأخوة من ابناء عبد العزيز بن سعود، والذين بذلوا جهوداً كبيرة لابعاد عبدالله عن الحكم ولكنه اصبح ملكاً في العام ٢٠٠٥ والذي كان عليه القبول بثلاثة سديريين ولاة للعهد .

الملك عبدالله توفي تاركاً أرثاً وستراتيجية جيدة في العلاقة مع الغرب وخصوصاً أميركا وضمان علاقات مستقرة مع الدولة الغنية بالنفط، والتي أصبحت مؤثرة في مجمل الوضع العربي ولكن مع سقوط حليفها في اليمن (عبد ربة منصور هادي) تاركاً خلفه مشهد لحكومة فاشلة موالية للسعودية، على حساب صعود الحوثيين الى السلطة بعد التهميش المتعمد لهم،في حين ان الغرب يعد هذا التحرك في اليمن من قبل الحوثيين مؤشر خطير ومقلق لمصالحهم في المنطقة، في حين يراه الشعب اليمني انتصاراً حقيقياً للاغلبية المهمشة، كون حكومة منصور امتداد للسعودية وذراعها في اليمن كما ان تحرك الحوثيين أوقف هذا التأثير المباشر للسعودية فيها .

يبقى ان الأزمة والصراع على الحكم في السعودية سببه ان الحكم في هذا البلد يفتقر الى ابسط ابجديات الديمقراطية من جهة، ومن جهة اخرى السيطرة القوية للسلطة الدينية الوهابية وتنامي قدرات مشايخ الوهابية والتي هي الاخرى مستاءة من التغيير الجديد خصوصاً صعود جيل جديد الى سدة الحكم في المملكة وهذا الصراع من شانه ان يهدد الاستقرار والأمن الداخلي للسعودية ويدفعها نحو أزمات داخلية كبيرة، وزيادة التأثير الوهابي على الجماعات المسلحة في المنطقة مما يجعل عموم المنطقة تدخل في مرحلة غاية في التعقيد والخطورة .

في المثقف اليوم