أقلام حرة

اوباما يضع النقاط على الحروف

MM80كل انسان معتدل مؤمن بالقيم السماوية لاي دين كان لا يفكر ولو لحظة بان ديانة معينة هي من تبرر القتل او أي عمل عدواني، فقط من يحمل بين ثناياه حقد اسود على من هو افضل منه او انه عديم الفطرة، قبل ايام كان يراسلني شخص يدعي انه مسيحي وقد كتب كلمات بذيئة ومن غير دليل مجرد الحقد الاعمى يقوده، وما آلمني انه تجاوز على سيد البشر محمد صلى الله عليه واله، فالذين يتجاوزون على نبي الاسلام ليسوا من أي ديانة سماوية .

اليوم اقول شكرا لاوباما على ما صدر منه مؤخرا من تصريح، ومهما كانت نواياه، فالمعلوم ان السياسي حتى يستخدم الحقائق لنوايا سيئة او غايات دفينة في ذاته لاغراض قد تكون اكبر من التصريح او ردود الافعال التي ترافق التصريح، ولكن في النتيجة هو حقيقة دامغة طالما تغافل او تناساه كل من يتهم الاسلام بالارهاب، والاسلام علمنا قبول شهادة الاسلام حتى وان قيلت بغير ايمان فمن قالها هو مسلم فعلينا الظاهر ولايحق لنا الاتهام للباطن.

نص التصريح الرائع لاوباما هو أن البعض قد يعتقد بأن الأمر يقتصر على منطقة دون أخرى (أي الارهاب) ولكن الحقيقة غير ذلك مضيفا: "لنتذكر أنه خلال الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش (التي أقيمت للمسلمين في الأندلس) ارتكب البعض أفعالا شنيعة باسم المسيح، وفي بلدنا جرى استخدام المسيحية لتبرير العبودية وفرضت قوانين التمييز العنصري."

هذه المقارنة اثارت اصحاب العقول المليئة بالافكار الارهابية ضد الانسانية جمعاء وليس المسلمين فقط، ومن بين ردود الافعال التي انتقدت اوباما، مثلا اعتبر سنتورم (من المؤمل ان يترشح للرئاسة الامريكية القادمة) أن أوباما "وجه الإهانة لجميع المؤمنين" متجاهلا خطر داعش، وأضاف: "تصريحات أوباما غير مناسبة وهي مهينة لكل المؤمنين في وقت يتعرض فيه المسيحيين للصلب والاضطهاد وقطع الرؤوس بالشرق الأوسط.

اوباما لم ينكر اجرام داعش بل اكد ذلك ولكنه رفض ان يمثل الاسلام داعش بينما الذي انتقده يريد ان يلغي صفحة من التاريخ الاسود لمن ادعوا المسيحية وارتكبوا شتى صنوف الاجرام، فالدفاع عنهم يدل انه يرضى على هذه الاعمال.

ولكن غفل عن شيء مهم هذا المنتقد لاوباما، نحن نؤكد وبالدليل القاطع ان داعش صناعتكم وصناعة الصهيونية، والا لو كانوا حقا اسلام لكان هدفهم الاول تحرير فلسطين، واما من ادعى المسيحية واقام محاكم التفتيش في القرن الرابع والخامس عشر الميلادي لم يكن للمسلمين يد في دعمهم بل كانوا من اعدائهم على عكس داعش المدعومة من الغرب.

ومن قباحة سنتورم ادعائه ان بعض المسلمين المنتقدين لداعش، هو موقفهم الرافض لإحراق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، هو رفضهم لطريقة قتله وليس بالمبدأ بحد ذاته، طالما يدافع عن محاكم التفتيش فانت يا سنتورم تؤمن بالقتل وليس الاسلام من يؤمن بالقتل.

ليقف امام المراة هو ومن يؤمن بافكاره الارهابية ليسال نفسه السؤال التالي، ان التطور العلمي والحرية المزعومة والرخاء المالي والقوة العسكرية والاقتصادية هي بيد غير المسلمين، فلماذا يزداد عدد المسلمين يوما بعد يوم ؟

 

في المثقف اليوم