أقلام حرة

كما هو أنشودة للموت فهو اغنية للحياة .. لقد بقي صاحبي على قيد الحب ليودع موته

akeel alabodعبر تلك السلسلة من المرتفعات الممتدة على طوال ذلك السفح الذي لا يخلو من بيوت المقيمين او اصحاب المزارع المحيطة بذلك العلو وتلك الخضرة المنبسطة والأشجار المنتصبة امام خط الأفق حيث شرفة الدار التي تطل على تلك الطبيعة الساحرة من بقاع ارض ساندياكو، هنالك اذ يقيم صاحبي، رحنا سوية نبحث بعض الموضوعات، نتداولها ونحن نرتشف الشاي على طريقة لقاءاتنا السبعينية، تلك التي لم تزل تجمعنا وإياها حكايات وطرائف لا تخلو من قصص ابو معيشي وموضوعات عن الحب والمعلقات، اضافة الى أوجاع قصائدنا القديمة، تلك التي تكاد ان تحلق فينا في سماء العشق والحياة والفراشات، هنالك حيث يحكي كل واحد منا قصته وتجربته مع فتاة يخجل ان يصارحها لأسباب لا تخلو من قيد ربما له علاقة بنمط الحياة الاجتماعية وتقاليدها الموروثة تلك المتعلقة بقوانين المجتمعات الشرقية والتي تصل في حدتها الى درجة قتل المراة حال ارتباطها مع شخص غريب من قبل عشيرتها او أهلها (غسلا للعار) كما يسمى بحسب نظام القبيلة او العشيرة، او ربما خجلا واستحياءً. لذلك بقي الحب متمردا يحمل في جوفه صورة كائن مقدس، مرقدا او محلا للأمل والشعر والتأمل، كما نقرا في قصص شعراء المعلقات وتلك الملاحم التي اثر أبطالها لغة التضحية لأجل حيواة من أحبوا، كما مجنون ليلى وكما شعراء المعلقات لذلك راح صاحبي مع أقصى درجات الحزن والشوق يحدثني عن أوجاع امرأة فارقته يوم انتهكت إرادتها وفقا لاعراف زواج مفروض، لتكون ضحية لسياقات اجتماعية خاسرة، وبهذا وقع الاثنان تحت وطأة قيد ثقيل.

والنتيجة انه بقي الرجل حتى بعد حفنة من السنين مضت، عاشق يبحث عن ليلاه حتى مع ذلك المد من المسافات تلك المحكومة هي الاخرى بخارطة الزمن الذي سار به نحو محطات الشيخوخة.

هنا حيث ينهض الحب من ركام الارض لينبت كما شجرة تطل علينا عبر ذلك الامتداد، يستعيد صاحبي أنفاس غيمة جفت أمطارها أملا بكتابة قافية جديدة.

  

في المثقف اليوم