أقلام حرة

تحت عنوان: (JUK..BOX) تبث قناة الرشيد الفضائية مجموعة اغان ولقطات اباحية، في الساعة الرابعة والنصف صباحا بتوقيت بغداد والسادسة والنصف بتوقيت أمريكا. وذلك يتناغم تماماً مع طبيعة الاعلام الرخيص، ويبتعد تماماً عن منهجية الثقافة الرصينة، سيما وأن البرنامج المذكور عبارة عن مشاهد لحركات اثارة جنسية مبتذلة وغير صالحة للعرض.

ومن الجدير بالذكر، ان مقدمة البرنامج وللأسف شابة تمتلك من الرشاقة وخفة الدم والشخصية ما يجعلها مؤهلة لتقديم برنامج ذو قيمة فنية رفيعة يكاد ان يكون على نمط برنامج (السينما والناس- اعتقال علي الطائي) اومقدمة برنامج (عدسة الفن - خيرية حبيب)، إبان عصر كانت تتصارع فيه قيم المحبة مع الطاغوت.

هنا باعتبار ان الكل راع ومسؤول عن رعيته، أقول ومن باب التذكير والمحبة، اننا نعيش في زمن التحدي والصراع المستميتين، وان هنالك اخطبوطا يتربص بنا، يستهدف هويتنا الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والوطنية، حيث يخطط كل يوم لإبادة معالمنا الحضارية والقيمية، حتى تم احراق وتحطيم وتهريب وتصفية ما يمثلها من قبل ما جيء به من داعش وغيرها من كل صوب ومكان، ليصار الى تقسيمنا الى مذاهب وشيع وجماعات وأحزاب وتكتلات تتقاتل فيما بينها وفقا لمعادلة السلطة والسلطان، هنا وباتقان تم الاعتداء على حقيقتنا الانسانية و فقدنا لغة التوازن والنقاء.

لذلك بعيدا عن الإثارة والتسقيط، أقول: علينا جميعا ان نتحمل مسؤولية تكاد ان تكون ارفع واقدس من جميع المسؤوليات، وتلكم بناء جيل مثقف وصاحب خلق وذوق رفيع ، والفضائيات مجالس ومدارس لها القدرة والكفاءة، ما يجعلها تستقطب العقول والأحاسيس من خلال تفعيل دورها الأخلاقي والوطني، ما يضمن بناء شخصية تأخذ دورها الفاعل في بناء القيم النبيلة و العقل والثقافة والأنسان، فالحضارات والمجتمعات لا تبنى بهذا النمط من الاعلام.