أقلام حرة

قراءة في نهاية حكم مملكة ال سعود!!

MM80الباحث المنصف عندما يقرا تاريخ الشعوب والامم يقف عند حضارة عريقة امتدت لآلاف السنين الا وهي حضارة اليمن، في وقت كانت الصحراء العربية رمال تحركها الرياح، ولولا بيت الله ورسوله وعترته الميامين لكانت ارض الحجاز الى اليوم تعيش التخلف والجهل .

بلاد اليمن السعيد هكذا كانت قديما تسمى، وارقى الحضارات نشأت عليها وكانت خط التجارة العالمية قبل الاسلام، ولكن الاستعمار وأدواته عندما يدخلون انوفهم في بلداً فانهم يسعون اما الى استعماره طول الدهر واذا قُبل بالرفض فانهم يسعون الى تدميره اقتصادياً وعسكرياً، وهذا ما حصل بالفعل لبلاد اليمن والتي يمتلك اَهلها القيم العربية الأصيلة حيث عمد الاستعمار الغربي الى تفتيته الى شمالي وجنوبي وزرع الفرقة بين أهله الشماليين والجنوبيين، حتى جاءت عاصفة آل سعود وتحلفائهم في ضرب اليمن وتحطيم بناه التحتية وقواه العسكرية .

الملفت ان في اليمن ان اغلب العشائر فيها هي ضد هذا الغزو البربري، الذي وقع على الانسان اليمني، فذهبت الالاف من الشهداء جراء هذا الغزو الاجرامي والذي عكس همجية واضحة للإعراب في السعودية، كما انه عكس مدى الحقد الطائفي الذي يحمله حكام الزهايمر في ارض النبوه والرسالة .

الحملة البربرية التي قامت بها السعودية على الشعب اليمني لحد الان لم تحقق. شيئاً من الأهداف المرسومة لها من الغرب وحلفائهم الخليجين سوى انها قتلت الأطفال وشردت العوائل الى الجبال، ولكن اللافت ان هذه الحملة حملت جملة من المتغيرات على الارض وهي تعكس تراجع وخسارة الحملة السعودية وفشل ال سعود في تحقيق هدفهم وهي :-

١) التغيير في الخطاب الإعلامي للتحالف الخليجي والذي تقوده السعودية من خطاب الانتقام والقتل الى استطالة امد الحرب،لأنهم يعلمون ان الجو لايمكن ان يصنع نصرا لهم مهما حاول طيرانهم .

٢) التفكك الواضح في هذا التحالف، وتغيير قناعة الحلفاء، والتأرجح الواضح في مواقفهم من الحرب كموقف مصر وتراجع الموقف التركي، ورفض البرلمان الباكستاني مشاركة بلاده في حرب يدمر فيها الانسان العربي المسلم .

٣) ارتفاع صوت الدعوة الى الحلول السلمية وإطلاق مبادرات التسوية سواء ً من الامم المتحدة او من ايران .

٤) السعودية ومن خلال إشارات اطلقتها في حال فشل الحل السني وفرض الامر الواقع على الشعب اليمني والحوثيين، فإنها ستعمل على اثارة الصراعات الطائفية في داخل اليمن، لان البعض في السعودية اخرج هذه الحرب من حرباً ضد الحاكم الجائر الى حرباً طائفية، وهذا ما يمثل خطورة على تماسك الشعب اليمني والذي في غالبيته هم من الشيعة الزيدية، مع وجود المذاهب الاخرى كالاسماعيلية وغيرها من مذاهب اسلامية، وهذا بحد ذاته يمس وحدة الشعب اليمني ويهدد تماسكه وتماسكه امام القاعدة العدو الحقيقي له، وبالتالي يقود الى حرب أهلية تنهك البلاد وتمزق روابطه الاجتماعية .

وهذا يعتمد على ما يخرج من اجتماع القمة الامريكية -الخليجية والتي ستعقد في شرم الشيخ بعد ايام قليلة، واذا لم يخرج باي حلول تحفظ ماء وجه ال سعود،فسيصار الى تغذية الصراعات الداخلية وتحويل الكرة في الملعب اليمني كما كان للسعودية دور تخريبي في ليبيا وسوريا اليوم .

يبدو ان الواقع قراءه الشعب اليمني وخصوصا الحوثيين بشكل دقيق، لهذا سعوا الى الحفاظ على وحدة الصفوف الداخلية، وتوحيد الجبهة ضد العدو الرئيسي كما قلنا سابقاً "القاعدة "، كما من الضروري عدم الانزلاق وراء هذا المخطط والذي يهدد وحدة اليمن الجغرافية .

السعودية تحاول بجهدها العدواني تعويض الخسارة الكبيرة في سوريا والعراق ولبنان ودوّل اخرى كان لها تأثير سيء فيها، او ربما هو استعداد لاثارة حرب طائفية في المنطقة وبالتاكيد على اسس طائفية بامتياز .

التدخل العسكري الخطير في اليمن مضاعفات خطيرة ليس على اليمن فحسب بل على عموم المنطقة العربية، لذلك يجب الحذر من خطورة هذه التداعيات والدعوة الى الحوار السلمي الداخلي دون الاعتماد على الأوراق الخارجية، بل السعي الى التهدئة وضمان عودة النازحين والمشردين من اثر القصف السعودي، والسعي الى تشكيل ائتلاف يضم جميع الاطياف اليمنية، والدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة يختار فيها الشعب من يمثله في الحكومة، لان الحرب القائمة اليوم هي سياسية وربما يراد ان تتغطى بغطاء طائفي، لذا لا بد من الحكمة والتعقل وان ياخذ الشعب دوره، والا فان هذا الاصطفاف هو مغامرة غير محسوبة وستكون نهاية مملكة النفط .

في المثقف اليوم