أقلام حرة

وهم السلطة وفخ السلطان

akeel alabod(لا تصطد الغزال وهو جائع، بل اصطده وهو متخم) فكرة اعتمدها صدام ذات يوم، لإيقاع الحزب الذي تحالف معه، اي الحزب الشيوعي العراقي، في فخاخ قبضته، إبان ما سمي بالجبهة الوطنية بعد السماح للحزب المذكور في افتتاح مقراته وإقامة مهرجاناته وإشراك بعض وزاراته في السلطة كوزارة النقل والمواصلات بغية إنعاشه ذلك لمساومة قياداته فيما بعد على أمور كثيرة، من ضمنها حل المنظمات المهنية المتمثلة باتحاد الطلبة والشبيبة وتحويلها الى حلقات وإغلاق مكاتب بعض الصحف كصحيفة طريق الشعب، وذلك إبان ما سمي بالحملة الشاملة لمحو الأمية ١٩٧٨/١٩٧٩ والتي كانت أساسا مبرمجة لمحو جميع الأحزاب والمنظمات التي كانت تعمل خارج نطاق الحزب الحاكم حيث ومن ضمنها حزب الدعوة ومنظماته أيضاً، لذلك كانت الحملة المسعورة لاصطياد قادة الحزب الذي تحالف مع صدام وحزبه آنذاك قد آلت الى الإعدام والتسقيط، ناهيك عن مضايقة أصدقاء الحزب والإيقاع بهم تباعا ذلك بعد ان تسنى لحزب البعث وأجهزته الأمنية والمخابراتية كشف رموز الحزب الشيوعي وتصفية كوادره الواحد تلو الاخر، ناهيك عن حالات الاستدعاءات والاستفزازات الأمنية لكل من يتم الاشتباه به أوفيه، هنا حيث ليس من باب المقارنة او السرد التاريخي، بل من باب استقراء الأحداث وفقا للمثل المذكور، أقول لقد تم إفساد هؤلاء الذين كانوا يدعون التضحيات ونكران الذات إبان عصر التشرد والغربة والفقر، حتى تم إسقاط كبارهم في فخاخ السلطة، حيث مظاهر الترف والفخامة، فصار للسيد الفلاني قصورا وصار للمعارض الفلاني أرصدة وهكذا الى درجة، فقد السلطان شروط عمامته وفقدت العمامة شروط عفتها فسقطت هيبة السلطان ومن حذا حذوه في فخاخ من استباح لنفسه وجماعته لغة الجاه على حساب العامة من الفقراء والمساكين، وكذا الامر لعامة السلاطين من الساسة والمستشارين، لذلك وعلى حين غرة سقط قناع السياسة مع الدين، كما سقط قناع الدين مع السياسة، فانفصل العامة عن سلطتهم وراحت الأصوات تتعالى، حيث لم يعد لسلطة الدين هيبة كما كان على عهده ايام زمان، خاصة بعد ان سقط الدين في فخاخ الشيطان.

في المثقف اليوم