أقلام حرة

بناء المجتمعات يحتاج الى أفراد لا كيانات او احزاب

akeel alabodالأنبياء والعظماء كما يعرف الجميع هم الركائز التي وفقا لوجوداتها تبنى الحضارات وتحيا الامم. فهم الجسور الممتدة بين الحقائق التي يؤسسها التاريخ وبين المناهج التي تحتاجها الشعوب لبناء مستقبل ارتباطها المعرفي والفكري مع باقي الامم والشعوب.

ان عملية بناء أي أمة تحتاج الى عقل جبار وروح لا يشوبها الدنس، هي معادلة تكاملية تجمع كما يعبر أفلاطون الشجاعة والفضيلة والحكمة، وتلك مقومات يجب ان تجتمع في الشخصية التي تفرضها الحاجة الانسانية والمعرفية لقيادة تلك الأمة اوتلك.

فالحقيقة لها وجهتان الاولى تتعلق بطبيعة القائد اي قدرته على قيادة الأمة، والثانية تتعلق بشروط المعادلة الأخلاقية التي تخضع لحيثيات الهوية الحضارية والثقافية للمجتمع.  

   إذن لا يمكن باي شكل من الأشكال تجاوز هذه الحقيقة، فلا يمكن مثلا ان يوءتى بهذا آوذاك ليصبح قائدا او ينصب ممثلا لحقوق أمته او شعبه بدون حسابات الضرورة اي الملزم واللازم.

ان اختيار الأنبياء مثلا ضرورة فرضتها إرادة السماء لمصلحة وخير الامم، والشعوب بالمقابل تراها تعبر عن حاجاتها الفكرية والأخلاقية لتأسيس كيانها الثقافي والفكري والحضاري بما يتناسب وتطلعاتها وحقيقتها الفطرية،

فهي تعمل وفقا لنظام فطرتها الإنساني الذي لا يحتاج الى توجيه بقدر ما يحتاج الى تشخيص منازل الرفعة وتحليل رموزها المبدعة والخلاقة.

فالسيدارتا بودا، وكونفوشيوس، والمهاتما غاندي، وجيفارا مثلا رموز لا يمكن تجاوزها باعتبارها أسست وفقا لاستنتاج واستقراء العقل البشري لها فهي عبارة عن أنظمة مجتمعية أخلاقية ثقافية متكاملة، كونها تلتقي في مفاهيمها القيمية والحضارية مع ما تم التأسيس له من قبل الأنبياء والاوصياء والذي يتناغم بدوره مع مكونات الوجود الحقيقي للثقافة الانسانية بما يتناسب ولغة العدل الالهي.

ان مصطلح الديمقراطية وما يجري على شاكلته ما هو الا أكذوبة صنعتها ألاعيب السياسة لإنتاج حكومات هشة ومجتمعات ضعيفة، ذلك بغية تحطيم معالم الهوية الحقيقية لتلك المجتمعات وأجهاض معالم هويتها التاريخية.

في المثقف اليوم