أقلام حرة

تشابه الفكر الظلامي واختلاف طرق تصريف المواقف..

hamid taoulostما كنت أتصور أن يشمت البعض منا بالصحافة والصحفيين المغاربة، ومن خلالهم جميع المغاربة، ويغتبط بما ابتلاهم الله به من تجاسر أحد السفهاء المتربصين ببلادنا بالسب والشتم، لا لشيء ألا أن إعلاميين قاموا بواجبهم الصحفي وفضحوا سلوكا مشينا تمثل في زواج عرفي ....غير مسموح به في بلادهم ومخالف لشريعتهم..

وكما يقال "ليس أوجع من شماتة الشامتين من ذوي القربى" والأدهى إذا كانوا من الذين يدعون حمل راية الإسلام والدود عن حماه، والذي يفترض فيهم معرفة أن الشماتة خلق وضيع لا يليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا، وأنه لا شماتة بغير خصومة أو عداء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم المسلم تعوذ منها بقوله : "تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء "، الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله: "إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط ٌ " آل عمران .

مناسبة هذا الكلام، ليست بسبب سلوك المسمى "منصور" ووقعه المؤلم على كل مغربي شريف، لأن ذاك ديدنه وشغله الشاغل الذي يعتاش عليه في "الجزيرة " التي اعتاد أن يبث منها سموم التفرقة والأحقاد، ويشعل نار الفتنة وينفخ فيها بين الناس والشعوب، ولذلك ينطبق عليه الأمثال المغربية : " العِيبْ ماشي على من حرث في السطح العيب لي فالموت وكاي يشطح " والمثل : "الهم هم لحمار، أما القط كيتسارا سبع ديار" والمثل: "العيب ماشى على بلارج إلى طلع الصمعة، هذيك بلاصتو، العيب على الجمل الى طلع ليها" .

لكنه بمناسبة تصرف جماعة الشماتين الذين أقدموا منتشين بإعادة نقل ما كتبه الإخواني منصور من صفحته الرسمية، إلى موقع حزب العدالة والتنمية الإلكتروني، رغم ما تضمنه من أقبح عبارات السب والقذف والقدح والتشهير والقدح في حق الصحفيين والسياسيين والمرأة والدولة والمغاربة قاطبة، والذين نعتهم بالساقطين والقوادين وسفلة الذين يعيشون في المستنقعات ويقتاتون على المحرمات والرذائل وأعراض الناس .. وإنه بمناسبة حرقة ذاك الكم من الشماتة والتشفي والغل الذي يملأ قلوب بعض الفقها -اللي ترجينا بركتهم ودخل الجامع بلغتهم-، وكأنهم ليسوا مغاربة، مع أنهم تأكلون وشرب من خيرات المغرب، بل ويعملون بمرتبات من قوت هذا الشعب الطيب المسالم الذي يتبجحون بتسيير شؤونه باسم الله، ويتغنون بإصلاح مواطنيه بشريعة نبيه، لكن الزين كيحشم على زينه والخايب غير الى هداه الله، كما يقولون..

إنه لشيء مقزز أن نرى ذلك السفه والقبح يعاد نشره على صفحات التواصل الاجتماعي لحزب ذي مرجعية إسلامية، وتحت عنوان جديد : "الرد القوي على مروجي الأكاذيب حوله" لا ينم إلا عن تضف و شماتة أكثر مقيتة وأشد نذالة ووقعا مما كاله صاحب التدوبنة نفسه .

وبغض النظر عن كون الزواج كان عرفيا، والزوجو مناضلة في العدالة والتنمية، وأن "منصور " لم ينفي ذلك الزواج، وأن حزب العدالة والتنمية لم يدافع عن سمعة مناضلته وأن الوسيط المزعوم حامي الدين لم يكذب وساطته في هذه الزيجة المخالفة للقانون . فإنه يحقّ لنا أن نتساءل تساؤلات كثيرة، تطفو على السطح وتحيّر اللبيب، وتشده العاقل..ـوعلى رأسها السؤال اللغز : ما سبب صمت وزير الاتصال "مصطفى الخلفي" خاصة وأنه الوصي على قطاع الصحافة والإعلام ؟ وهل هو تواطؤ منه مع الإخواني "منصور"، مع أن هذا الأخر أهانه هو بالدرجة الأولى، لكونه هو من يُوقع بطائق الصحافيين؟ ولماذا لم تتحرك الحكومة لرد الاعتبار للمغاربة مما لحقهم من "الاخواني" منصور؟ .

وقد صلت بعض تلك الأسئلة إلى مطالبة الحكومة بتقديم استقالتها، لأن فشلها الذريع، في حماية المغاربة داخل بلدهم، وتساهلها مع فضاعة وهول الواقعة، التي مست في العمق الاستقرار والأمن الاجتماعيين للمجتمع ككل، والذي تترتب عواقبها على الحكومة برمتها ..

وغير ذلك من الأسئلة التي لن ادخل في دائرة البحث عن إجابة لها، لأن ذا أمر ستكشف عنه التحقيقات الجارية لفك خيوط الفضيحة الأخلاقية المدوية التي كان بطلها "منصور" بإيعاز من قيادي بالحزب الذي يقود الحكومة، حسب الكثير من المواقع ومن بنها موقع التواصل الالكترونية والصحف الورقية.

وفي الختام يجب أن ليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيام دول والشاعر الحكيم يقول:

     فقل للشامتين بنا أفيقوا.. سيلقى الشامتون كما لقينا.

وأنه : "كل ما لعبت المعزة فقرون الجبال كتخلصو فدار الدباغ"

مصداقا لقول الله تعالى عندما شمت الكافرون بالمسلمين في غزوة أحد: "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس.

فماذا أنتم فاعلون، قبل أن يستفحل الداء ويعز الدواء ؟

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم