أقلام حرة

من الذي يقرر أولويات التعيين: الكفاءة وحب الوطن أم الانتماء السياسي؟

akeel alabodنداء: اين أبناء الناصرية ورجالها، اين اصحاب الخبرة من ادارة مدينتهم الشامخة، اين أولئك الذين كانوا مدراء أصلاء. واكفاء أصلاء، اين من تم اختيارهم ليمثلوا هذه الارض التي علمتنا لغة سومر والحضارات؟!

تلك مقدمة احببت ان تكون مدخلا للحديث عن مقابلة تلفازية قامت بها فضائية البغدادية، للاطلاع على هموم أبناء مدينة الناصرية ممن تم انتقاءهم للحديث عن أوجاع الفقراء والمستضعفين بعد ان حكمتهم ظروف العراق وطوقتهم حكوماتها المتهافتة لان يكونوا هكذا بحسب ما شهدت.

مع استماعي لشكاواهم وجدت ان كلامهم أفضل من كلام السياسيين أنفسهم، ففيه من الشعر والوصف والإنشاء والخبر ما يجعلك تصغي اليهم بحرقة واهتمام شديدين.

تحدث احدهم عن انقطاع التيار الكهربائي تماماً في حي اريدو، ووصف الثاني عدم توفر الماء تماماً في القضاء الذي يسكن فيه، حيث ما يثير الاشمئزاز والانتباه ما تم تقريره في استبدال اسماء النواحي بالاقضية كما حصل مع ناحية الإصلاح والغراف، حيث بدلا من الإصلاح والاعمار، تشهد حالات التلوث الفايروسي أوج حالاتها، بعد انعدام مصادر المياه في الأقضية والنواحي التابعة للمدينة المذكورة وموت البهائم اواصابتها بالعمى لدى شربها الماء المذكور.

ناهيك عن عدم وجود اي إنجاز او نشاط اداري في باب الصيانة والإعمار، فلا تبليط ولا نظافة كما وصف الاخر، ناهيك عن عجز وخمول محافظ مدينة الناصرية وعدم صلاحيته للعمل كمحافظ، باعتباره تم تنصيبه فقط لانه محسوبا على الشيخ محمد باقر الناصري، ما يشير الى وجود خلل في إدارة المدينة المذكورة فقط، بل في إدارة وتخطيط الدولة الحالية وخطتها الخاصة باختيار المتسولين عفوا اقصد المسؤولين.

اما الاخر فقد عبر بحرقة حين قال ان هنالك شواغر وظيفية مخصصة فقط لمن ينتمي للحزب المفضل لدى السلطة، (حيث لم تعد قضية الانتماء الوطني بحسب قوانين الدولة الحالية ذا أهمية تذكر)، المهم هو الانتماء الى قائمة الأحزاب والكتل المفضلة.

علما ان المفضل من الأحزاب والكتل لدى الحكومة الحالية هو الانتماء الى حزب الفضيلة، كتلة المواطن، وحزب الدعوة، اوالاحرار، وهكذا دواليك، ما يشير الى عدم ادراج نظام الكفاءات والشهادات والقدرات الشخصية ضمن موازين الخطة العامة للإدارة والتخطيط.

لذا حيث ليس من باب تأييد جهة معينة اوتاييد فضائية معينة، كما ليس من باب التهجم على جهة ما، يصبح من الضروري التنبيه الى ان إدارة الأحزاب والكتل الدينية آلت الى خراب البلد وتدمير حياة الناس فلا مواطن ولا مواطنة ولا ما يسمى بكتلة الأحرار تنفع للحكم والحكومة.

اما البديل فهو بانتخاب شخصيات وطنية على نمط الزعيم عبد الكريم قاسم اوتلك الشخصيات التي لم تلوثها دهاليز السياسة وافاتها الخطيرة مع توخي الحذر من عودة حزب البعث المشؤوم الى العراق والحيطة كذلك من استغلال داعش لغضب المواطنين وثوراتهم ضد السلطة الخائبة.  

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم