أقلام حرة

رسالة ليست خاصة الى الدكتور حيدر العبادي

yahia alsamawiبسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الدكـتـور حـيـدر الـعـبـادي أعـزّه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة رب السلام وبركاته .

بدءاً، سأجيز لنفسي مخاطبتك بدون ألقاب رسمية، ليقيني أنّ المحبة في الله والشعب والوطن وفي الأخوة الإنسانية، هما الأصدق والأبقى من كل الألقاب والنعوت .

وبعد:

لقد استبشر الشعب العراقي خيراً بك، منذ تسنّمك منصب القيادة في أكثر فترات العراق خطورة، بعد طول فـسـادٍ سياسيّ وماليّ، أوشك أن ينتهي بالعراق الى أرخبيل دويلاتٍ هـشـةٍ وكياناتٍ متعددةٍ بتعدد " مافياتِ " أمراء الطوائف والأحزاب التي اتخذت من الدين حصان طروادة لدخول قصور الخلافة واستلام مفاتيح بيت مال الشعب المُبتلى باللصوص الجدد ممن أقاموا امبراطورياتهم المالية والعقارية في غفلة من الشرف والضمير، فإذا بالعراق الذي كان بمثابة خيمة أمانٍ وسلّة الغذاء العربية، يغدو مسلخاً بشرياً وصحن شحاذة ومصدراً لتمويل معسكرات اللجوء والمنافي بالهاربين من جحيم الفقر والرعب ومجهولية مصير الوطن .

واليوم، إذ اتضح جليّا، للمرجعية الرشيدة وللشعب العراقي معاً، بياضُ قلبك وضميرك ويديك، وصدق تديّنك ووطنيتك، فإنك قد غدوتَ هدهد البشرى بميلاد عراق العدل والمساواة وسيادة القانون، وإعادة الإعتبار لشرف المواطنة الذي أرخصه الساسة السماسرة والمجاهدون الزور وباعة الشعارات، الذين وعدونا بجنةٍ أرضيةٍ فإذا بهم يفضون بنا الى شكل جديد من أشكال الجحيم .

أيها التلميذ النجيب للشهيد الخالد آية الله العظمى المفكر محمد باقر الصدر قدس سره : لم تتوافر لقائد عراقي قبلك، ماتوافرت لك اليوم من فرصة ذهبية لتحقيق الحسنيين: رضى الله ورضى الشعب، لتغدو " عبد الكريم قاسم " الجديد كأبٍ للفقراء وكقائد ينتمي للعراق وليس لمدينته أو قريته .. للشعب وليس لعشيرته أو حزبه ... للدين وليس لطائفته ومذهبه .. فتوكّل على الله، واعقد عزمك على استئصال سرطان الفساد، واسترجاع ماسرقه الفاسدون، وإيقاع العقاب اللائق بما اقترفوه، وطهّر المنطقة الخضراء من المارقين وفضائييهم، واردمْ مستنقع المحاصصة، مع أخذ النظر بعين الإعتبار أنّ رأسك بات اليوم مطلوباً لمسدسات ومفخخات " مافيا التآمر " القريبة من مكتبك أو البعيدة عنه، خشية أن تواصل مشروعك الوطني، فتكشف خطيئاتهم، وتفضح شرورهم، وتسقِط عن الأبالسة أقنعة الملائكة .

صحيح أنك لا تملك ميليشياتٍ تدرأ عنك الأعداء، ولا رؤوس الأموال التي تشتري بها الذمم ـ وما أنت بمن يشتري الذمم بإذن الله ـ لكنك تملك السلاحين الجبارين الأقوى من الميليشيات وامبراطوريات المال ودسائس المخابرات الخارجية، وهما : دعم المرجعية الرشيدة والتفاف الجماهير الشعبية، مضافا إليهما تُقاك، وحسن ظن الأسرة الإنسانية بك .

وفقك الله وأمدّك بمدد منه، ووقاك شرور الأقربين قبل البعيدين، وزادك إصرارا وعزماً لتحقيق مطامح وتطلعات وآمال الشعب العراقي .

 

يحيى السماوي

 

في المثقف اليوم