أقلام حرة

إغتيال النشطاء برصاص من ولماذا؟!

كتبت قبل ايام مقالا عن اليسار العراقي جزمت فيه ان لا يسار في العراق بمفهومه العام و بشعاره الإلحادي الشهير "الدين افيون الشعوب" وبمختلف مدارسه " الاشتراكية الخيالية الطوباوية والأشتراكية العلمية " و الأخيرة تطورت كرد فعل للرأسمالية الصناعية الحديثة، وصولا الى طروحات كارل ماركس وفريدريك أنجلز التي مثلت قمة هرمها الذي انهار بانهيار الاتحاد السوفيتي الى ما لانهاية في عهد الرئيس الروسي الأسبق يلتسين .

اسباب جزمي بعدم بوجود يسار عراقي بالمعنى الحرفي للكلمة فضلا عن ان اليسار هو من يقود التظاهرات مرده الى ما تناهى الى سمعي وتجسد امام ناظري عن كثب لعديد من النشطاء ممن هتفوا بشعارات مستعارة من قاموس الإسلاميين - الشيعة تحديدا - فضلا عن نبش التأريخ الأسلامي بذات الطريقة التي ينبش بها الشعوبيون التأريخ " الحجاج ، بني امية ، بني العباس ، يزيد ، معاوية ، الطف ، وغيرها" فكل شعاراتهم واهازيجهم كانت - طائفية – لا علاقة لها بأفيون الشعوب - الشيوعي على حد وصفهم ، ولعل اغتيال الناشط ، خالد العكيلي، برصاص مجهولين والذي تبين فيما بعد انه طائفي حتى النخاع له بوستات على صفحته الشخصية يطالب فيها بقصف الفلوجة بالقنابل الذرية واخرى ينذر فيها بنحر الذبائح عن كل مسجد- بيت الله - يقصف في الفلوجة ، اضافة الى انه يشغل منصب مسؤول اتصالات الدعم اللوجستي للحشد الشعبي ، ما أثار العديد من التساؤلات عن سر وجود عنصر فاعل كهذا في الحشد الذي يقاتل تحت راية الحكومة مع متظاهرين يساريين خرجوا ضد الفساد الحكومي وشخوصه واحزابه !!

اما اسباب جزمي بأن اليسار لايقود التظاهرات وان زعم ذلك ، هو ان " ذوي ضحايا سبايكر يتظاهرون معهم ، اصحاب العقود والأجور اليومية ، العاطلون عن العمل ، الفقراء ، سكنة العشوائيات.. المتقاعدون ، وغيرهم من المهمشين " وكلهم لاعلاقة لهم باليسار لا من بعيد ولا من قريب .

وأجزم ايضا ان ايران قلقة من متظاهرين- بعض المتظاهرين - ممن مزقوا صور مراجعها وقادتها وهتفوا ضدها متهمة اميركا بقيادتهم على لسان الفاسدين من اتباعها ، فيما امريكا قلقة من - يسار ظاهريا ..حشد باطنيا تديره ايران من خلف الكواليس - وفي خضم هذه الفوضى بدأت عمليات الأغتيال تطول الناشطين - سواء المحركين منهم امريكيا ام المحركين ايرانيا فضلا عن المحركين عفويا - .وواهم من يظن ان الدولتين ليستا معنيتين بما يجري في البلاد التي يسيل لها لعاب القاصي والداني .

هدف اميركا هو اسقاط نظام الملالي ورجال الدين والأحزاب الإسلامية في العراق واستبدالهم بنقيضهم الأيدولوجي الذي طرحه " بريجنسكي في كتابه " أمريكا بين عصرين" و بريجينسكي لم لا يعرفه هو المفكر الستراتيجي الأميركي الذي عمل مستشاراً للأمن القومي خلال رئاسة جيمي كارتر1977 -1981 ولكن بالمعكوس بمعنى كما اسقطت اميركا الشيوعية بالمد الديني وكان واحدا ابرز صوره ، الثورة الإيرانية سنة 1979وسقوط الشاه بعد ان قويت شوكة حزب "تودة " الشيوعي في عهده فأنها تسعى اليوم لإسقاط الحكومات الإسلامية بالمد اليساري المضاد ..اما هدف ايران الجارة الشر ..قية فهو استبدال خدامها الأسلامويين من احترقت اوراقهم وانكشفت عمالتهم وأزكمت رائحة فسادهم الأنوف بآخرين - طائفيين حتى النخاع مخبرا ..يساريين تيك اوي مظهرا - .

اليوم اغتيل ناشطان آخران من منظمي التظاهرات في البصرة وذي قار وهما كل من " مسلّم هيثم الركابي" و" وليد سعيد الطائي" ، في الناصرية مركز محافظة ذي قار بنيران مسلحين مجهولين- .

فيما توفي الشيخ صباح الكرموشي، وهو من أبرز منظمي الاعتصامات في محافظة البصرة، متأثرا بجراحه جراء تفجير عبوة وضعت داخل سيارته.

يشار الى ان الناشطين أحمد النجم وأحمد التميمي كانا قد نجيا بإعجوبة ايضا من محاولة اغتيال مماثلة بأسلحة كاتمة خلال توجههما إلى احدى الإذاعات المحلية لإجراء حوار بشأن تظاهرة الجمعة الماضية ، وهما من الأعضاء البارزين في خيمة الاعتصام المفتوح التي استمرت 16 يوما والتي تم إزالتها بعد الاعتداء على المعتصمين وتهديدهم بالقتل.

خلاصة القول ان حملة اغتيالات واسعة ستطال صنف من الناشطين برصاص مجهولين تابعين الى ايران وبرصاص مجهولين آخرين تابعين الى اميركا سيغتالون صنفا ثان من المتظاهرين - تابعين لأيران - وبرصاص مجهولين تابعين للفاسدين في الحكومة المركزية والحكومات المحلية ومجالس المحافظات والأحزاب والميليشيات التابعة لها سيغتالون من يهدد مراكزهم ونفوذهم ويلوح بكشف ملفاتهم بحسب الزمان والمكان .اودعناكم اغاتي وللحديث بقية

 

احمد الحاج

في المثقف اليوم