أقلام حرة

الدوحة ومؤتمر الفتنة والبلاء .. ردا على استطلاع المثقف بخصوص المظاهرات

akeel alabodأمور ثلاثة متزامنة، احببت ان تكون مدخلا للبحث، ضمن زاوية واحدة من زوايا المشهد العراقي هذا.

اولها، مؤتمر الدوحة وحضور سليم الجبوري، وثانيها، خطاب قناة البغدادية التي اعتادت ان تضع نفسها بديلا وممثلا عن الشعب، تحت عنوان "تيار شعبي اسمه البغدادية"، ما يراد به تغييب الدور الفاعل لمكونات سياسية مهمة، واشغال المساحة التي ينبغي ان تقوم بها تلك المكونات في تبني واعتماد نمط الخطاب الاحتجاجي للجماهير.

وثالثها ما يتم العمل عليه اواعتماده وفقا لرؤى خارجية وإقليمية، باعتبار ايران راعية لمصالح الحكومة الشيعية العراقية الحالية، على اساس دورها وتبنيها للجانب العسكري والسياسي والجغرافي في المنطقة.

هذه الأمور الثلاثة مجتمعة تدرج في قواميس المرتبة الاولى من المعادلة التي تمثلها الجغرافية- السياسية القطرية ومن يحذو حذوها ضمن دائرة حساباتها المتقاطعة.

فقطر تعتبر المناويء الاول لإيران، كونها تبحث عن تحقيق زعامتها الخليجية، بينما ايران تعد نفسها حارسة وراعية على منطقة الخليج وبضمنها العراق.

وبما ان السياسة الإيرانية "تحت الشبهات" بحسب المشهد أعلاه، والجماهير العراقية غاضبة كما يتم التعبير عنه في الاعلام، فان النتائج تشير الى اتساع فجوة الخلاف بين الأطراف المتقاطعة.

ما يدعوها الى البحث عن فرص مؤاتية لتحقيق ماربها.

لذلك يعد مؤتمر الدوحة طريق لاستقطاب الكتل الاخرى غير المحسوبة على ايران بحسبهم، وسليم الجبوري واحد من الذين يسهل الاعتماد عليهم للقيام بهكذا نوع من المؤتمرات.

ومن الجدير بالذكر، وكونه مرتبطا بالمسالة ذاتها، فقد اقترح مثنى حارث الضاري وجماعته، اي الحزب الاسلامي، قبل ايام موضوعا جديدا يسمى "المبادرة الطيبة" لامتصاص "غضب الجماهير" وهذه المبادرة، بحسب هذا الصنف من المسميات، انما هي من قبيل دس السم بالعسل.

ان الاجندة والفضائيات التي تميل الى سياسة قطر تعمل جاهدة لاستبدال الحكومة الحالية، لإضعاف ما يسمى الدور اوالمخطط "الصفوي" في المنطقة، ضمن سياقات مخططها الداعي الى تقسيم العراق على اساس المنطقة السنية ،والأخرى الشيعية، بغية إقامة مربعات يراد لها تحجيم العراق والسيطرة عليه، واضعاف الدور الفارسي فيه.

ومن المؤكد ان عملية التقسيم هذه تعد نذير شؤم يهدد وحدة البلاد.

 

لهذا وللحفاظ على هذه الوحدة، يجب توجيه الخطاب الإعلامي، والعمل سوية مع من يهمه الامر الى انتخاب شخصيات لها تجربة في اعادة ترميم البناء الخاص بالهوية الوطنية العراقية.  

ما يفرض على الجميع التهيوء للإصلاح بعد محاسبة المقصرين، واسترداد المال الذي تم سرقته وهدره، من قبل اكثر المتزعمين في الحكومة العراقية، والعمل على انتخاب لجان متخصصة من الجمهور نفسه، هذه اللجان مهمتها وضع جداول خاصة لمتابعة خطوات الاصلاح بعيدا عن اخطبوط المجاملات، ذلك بغية إثبات النوايا الوطنية الخالصة من خلال إعطاء مساحة اكبر للعبادي.

ان خطاب الجمهور يجري الان تقويضه لصالح جهات معينة، هذه الجهات تسعى كما يبدو للإنقلاب على رموز مهمة للحكومة الحالية، فخطاب البغدادية الأخير مثلا " ان لم تضرب يا حيدر العبادي فاهرب" يؤكد الى ان هنالك توجها يراد به، اومنه الدعوة الى تفريغ الساحة من جميع مكوناتها، ذلك بناء على ارادات ومخططات متداخلة.

فالخطوة القادمة تسير باتجاه اعادة حزب البعث الحاكم الى العراق، وهذا البعث الذي يراد له ان يأتي او يعود سينذر بمجازر جديدة واغتيالات وتصفيات جديدة.

هنا في الوقت الذي ارفع فيه راية استنكاري مع ثورة الجماهير ضد السارقين والمترهلين من الحكومة الحالية، ارفع راية احتجاج كبرى ضد مؤتمر الدوحة الذي يراد منه بحسب مساحة الاستقراء، زرع بذور الفتنة والشر والبلاء بين ابناء الوطن الواحد.

 

ملاحظة: الموضوع له علاقة باستطلاع المثقف المنشور تحت عنوان هل تشجع على استمرار التظاهرات في بلدك بتاريخ 9/6/2015

http://almothaqaf.com/index.php/isttla/897482.html

 

عقيل العبود

 

 

في المثقف اليوم