أقلام حرة

مقولة السلطة والسلطان

akeel alabodيقول الشاعر التركي ناظم حكمت: لا تكن مقودا كالماشية، بل كن بطلا في الصراع.

السلطة موضوعة للخوف وحب الجاه والمال وفرض الهيبة والغرور.

تلك مقدمة تعلمناها منذ صبانا، حيث كنا ولا زلنا نخشى رجل السلطة ونخاف أزلام النظام وقلاع عروشهم.

لذلك بحسب الأعراف وقوانين الحكومات، رجل السلطة هو قانون مختص بأحكام مقفلة. فلا احد يجروء ان يقتحم قصور الرئاسة وبيوتات الحماية تلك المحاطة بأفواه البنادق واليات العسكر.

لم يكن صاحب العرش بحسب ما تعلمناه، رجلا حرا متواضعا عطوفا رحيما كريما اوعالما، كما بوذا اوكونفشيوس، انما كان رمزا للقوة والسلطة والجبروت.

فمقولة الاستبداد والدكتاتورية والزعامة مثلا نشأت على اساس منطق العرش وتيجان الملوك، والإطاحة بها بحسب أمراء الثورات في اكثر مقاطع التاريخ، ليس حرصاً على كرامات الشعوب وحرياتها، انما لاجل تحقيق هذا النمط من الجبروت.

لذلك وحدها ثورات الشعوب تلك التي قادها العظماء والأحرار نجحت لتقتحم حواجز الإذلال والخنوع، كما ثورة الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام ومن سار على نهج مقولته الكبرى.

أنداك البهرجة التي رسمها التاريخ، صرنا نعرفها على اساس مظاهر أفواج الحراسات وقيود العبودية.

فالحائل ما زال حواجزا كونكريتية تعترض السبيل امام المحكوم، بينما الحاكم يزداد تسلطا وطغيانا.

فللحاكم سيفا يتجنبه المحكوم خوفا من البطش. فهو "الراعي" كما يسمونه في مفردات السياسة وهو صاحب الامر، وسلطان العصر، بينما الرعية أناس يمارسون قيود الطاعة حفاظا على حيواتهم، وضمانا لسلامتها من سيف من يحكمهم.

من هنا صار المتسلط أمرا ورعيته مامورين. والامر يعني على المأمور الامتثال والطاعة. وفي الامتثال نسبة تحدد سقف العلاقة بين الطرفين، هذه العلاقة بها تتحدد دائرة الشعور بالاطمئنان أوعدمه، وعلى أساسها نمت وترعرعت مقولة الخوف ، ومنها صار الرعية يفرون الى الأوطان طلبا للامان.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم