أقلام حرة

إلى الذين منحهم الفاسيون ثقتهم الغالية !!..

hamid taoulostلا يسعني كمواطن مغربي من مدينة فاس، إلا أن أنوه بالنتائج المذهلة التي حصدها مرشحو حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الجماعية عبر تراب الوطن عامة، وفي العاصمة العلمية للمملكة على وجه الخصوص، المدينة التي قدمها جمهورها الكريم، كهدية على طبق مشروط بمسؤولية تخليصها من نحس الفساد، وانقادها من شر المفسدين، واحتواء آثار تسلط مغتصبيها، والحد من آثار ومخلفات غلو المتسلطين عليها، الذين حولوها مرتعا للنهب، وسوقا للكسب، وجعلوها محمية ليس فيها مكان لصالحٍ، ولا متسع لصادقٍ، لا يقربها الأخيار، ولا يديرها الأطهار، ليس لسوء في أصحاب الدار، وإنما لفحش الذين قوضوا تميزها بجهلهم، وعجلوا تأخرها بعنادهم، وتفننوا في خرابها بإرادتهم، فاستعجلوا الثورة ضدهم، وسرعوا خاتمة سلطانهم..

ولا شك أن هذا الجمهور الفاسي الكريم، في حاجة إلى العرفان بفضله واعتراف بجميله، والذي أعتقد أنه يستحقه، وردا على ثقته وكرمه، والذي لن يتأتى إلا من خلال تمثيله أحسن تمثيل، وذلك بتنزيل ما اتخذه حزبكم من شعارات لحملاته الانتخابية والتي جعل من "المكافحة المنظّمة للفساد شرط من شروط الحكامة الجيدة " وتطبيقها على أرض الواقع، حتى لا تبقى مجرد خطابات ديماغوجية أيديولوجيـة، ومفاهيم ومصطلحات طوباويةٌ مثالية، ليس لها وجودٌ، وتحويلها إلى إنجازات فعلية ملموسة محصنة بالشرعية الديمقراطية، يعود خيرها المادي والمعنوي على ساكنة المدينة والجهة، وأن تكونوا لغيركم من المنتخبين درساً، ولسواكم من المسؤولين عبرة، في سياسة القرب والدفاع عن أحوال المدينة وإنسانها الفاسي، وأن تكونوا الأفضل والأحسن، والأكثر وعياً وحكمة، والأشد عزماً وقوة، والأصلح للحكم والأفضل للإدارة، وأن يكون نهجكم هو الأقوم، وحكمكم هو الأرشد، ورجالكم هم الأقدر، ولما لا الاستثناء ..

وألا تكونوا كالذين أصابهم غرور الفوز، فاعتقدوا أنهم الأحسن والأفضل والأقوى والأعلى، ووصل بهم الحال أن يجزموا أنهم القادة الملهمون، والعظماء الذين جاد الزمان بهم على هذه المدينة ليتقدموا صفوف نخبها، ويتحدثوا باسمهم، وتفضل بهم الله على أهلها، ليسوسوهم ويحكموهم، الذين نصبوا أنفسهم وحكموا، وظلموا وما عدلوا، وجاروا وما ساووا، وفرقوا وما جمعوا، وأبعدوا وما قربوا، وتسببوا في فرقة الناس وشتاتهم، وهجرتهم وهروبهم، ويأسهم وقنوطهم، وكفرهم بالوطن والمدينة ونكرانهم للتضحية في سبيلهما، والفداء من أجلهما..

اللهم أبعد الغرور عن المنتخبين الجدد، وتبث تواضعهم، وأدم حسن خلقهم، لأن الله يرفع يتواضع ويعز شأنه .

 

حميد طولست

في المثقف اليوم