أقلام حرة

عندما يصبح مصاب الامام الحسين نصابا للخلود

akeel alabodفي مقتل الامام الحسين، شخصيات كان لها الدور في مؤازرة الامام، وكل واحدة من هذه الشخصيات قدمت نموذجا بطوليا، لتكون رمزا للشجاعة والوفاء والإقدام.

لذلك وانت تقرا، أوتستقريء المواقف المتتابعة لهؤلاء الرجال، تشعر ان اصرة من المحبة والإيمان كانت قد وصلت من الذروة الى الذروة، ما يجعل الحرب هذه الساحة التي تجتاحها السيوف والعطش والموت والقهر، موضوعة للشهامة والصبر والتحدي، فهي ناهيك عما نتج عنها كونها ملحمة للألم، بقيت تحمل رايات من تبقى من هذة الثلة، التي تقدمت بكل إصرار وعزم للوقوف مع الحق ومحاربة جيش يزيد بن معاوية الذي كان يزيد إضعافا مضاعفة على جيش الامام، لاستفزاز من حضر في معسكر ابا عبد الله الحسين، بعد ان أغرى كلا الجيشين بالمال والجاه، بطريقة لا تخلو عن سياسة الترهيب والترغيب، كما فعل مع عمرو بن سعد الذي كان رأسا لمقاتلة الامام.

ولكن ورغم ذلك بقيت ثلة الامام الحسين صابرة، قوية تنتظر الشهادة، بقي حبيب بن مظاهر، علي الأكبر، الحر الرياحي، جون، كما بقيت زينب ومن معها تتحدى جيش الطغيان في مسيرة تحولت بعد حين الى ثورة لتبليغ وإكمال ما جاء به الامام الحسين(ع).

هنا مسالتان: الاولى ان العدد القليل من اصحاب الحسين كان بجنسيات مختلفة ففيهم التركماني هذا البطل الذي مات ليضع الحسين برأسه فوق خده المعفر بدم الشهادة، أسوة بأهله وذويه، ما يدلل على ان هنالك مقولة اسمها الانتماء الى كربلاء، بغض النظر عن الدين والقومية والعرق، حيث ان شهداء معركة الطف من جنسيات واديان مختلفة.

والثانية، ان معركة الامام الحسين رغم انحطاط القيم التي اتبعها جيش يزيد، سبقتها خطب تقدم بها راس الثورة، حين قال لأصحابه "اكره ان ابداهم بقتال" ذلك حينما اراد مسلم بن عوسجة ان يرمي بن ذي الجوشن بسهم باعتباره اول من بدا باستفزاز الامام.

ما يدل بحسب صيرورة الأحداث على ان هنالك رسالة سماوية تجسدت مع نمطية الخطاب الحسيني، وسياق الأحداث التي ارتبطت مع معركة لم تكن متكافئة.

حيث ومع ذلك فان الارتباط مع قائد الثورة وعمق الإيمان برسالته السماوية، جعلت أرواح من معه تتلهف للموت والاستشهاد، لكانها تعلم ان الخلود سيكون نصابا، يجعل من معركة كربلاء أسطورة حية تعيش على مر الأزمنة، بل تتعاصر معها، لتفرض معنى انتماء المقولة الحسينية الى رسالة الحق.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

في المثقف اليوم