أقلام حرة

متابعات سياسية: وفاة الجلبي وأرقام المالكي.. المكذبة مستمرة!

alaa allamiكتبت صباح يوم الاثنين 3 تشرين الثاني، في تعقيب على ملاحظة لصديق على صفحتي الشخصية في الفيسبوك، إن شخص أحمد الجلبي ومصيره الفردي لا يعنيني، ولن أعلق عليه فلا شماتة في الموت والمصائب القَدَرية، ولكني سأقتبس كلام ربعه الذين نعوه بالكلمات التالية جاعلين منه بطلا وربما "شهيداً" يطالبون بتشريح جثته فقد يكون - كما يعتقد بعضهم - تعرض للاغتيال بالسم، ليؤكدوا للجميع أنهم (كلهم أحمد الجلبي، ولا فرق بينهم وبينه من حيث الجوهر السياسي والاجتماعي)، هاكم نماذج مما قالوه في نعيهم له: إياد علاوي : بهذه الفاجعة الاليمة خسرنا رجلاً شجاعًا تصدى ببسالة للدكتاتورية وعمل ضمن قناعته للعراق دون كلل. وطالبنا الحكومة بإجراء الكشف الطبي الدقيق على جثمان الفقيد للوقوف على السبب الحقيقي لوفاته.

حيدر العبادي: الراحل أفنى حياته في معارضة النظام الدكتاتوري، وكان له دور كبير في بناء العملية السياسية والديمقراطية في العراق.

تحالف القوى بزعامة النجيفي: إن الفقيد كان أحد أعمدة العملية السياسية ومن الشخصيات التي تميزت ببناء علاقات متطورة مع كافة الشركاء السياسيين وترك بصمة واضحة من خلال عمله. سليم الجبوري: كان للفقيد دور كبير في محاربة الدكتاتورية والشروع ببناء العراق الديمقراطي، ورحيله فقدان لشخصية وطنية متزنة كرست حياتها لخدمة الوطن.

فؤاد معصوم: الفقيد الكبير كان له دور محوري مع ابرز قيادات العراق في محاربة الدكتاتورية والعمل على تقويضها والشروع ببناء العراق الديمقراطي الاتحادي الحر.

إبراهيم الجعفري: فُجعنا اليوم بنبأ رحيل المرحوم الدكتور أحمد عبد الهادي الجلبيّ الذي وافته المنية. أن الفقيد قد وظف كلّ جهوده من أجل خدمة العراق متواصلاً من مرحلة المعارضة إلى مرحلة الحكم، شاغلاً مواقع مهمة منها رئاسة لجنة اجتثاث البعث، وعضوية ورئاسة مجلس الحكم، ونيابة رئاسة مجلس الوزراء في الحكومة الانتقالية...الخ.

عمار الحكيم: يا أبناء شعبنا المجاهد رحل عنا اليوم علم من اعلام النضال ضد الدكتاتورية بكل مراحلها، فقد كان الفقيد منذ بداية شبابه مقاوما عنيدا لا يفتر ولا يهدأ في مواجهة النظام الدكتاتوري البغيض. كان الفقيد ممن ساهموا في بناء العملية السياسية، وواجه مع المخلصين كل صعوباتها ومحنها وتحدياتها.

باقر صولاغ الزبيدي: رافقت المغفور له سنوات طويلة في مشوار العمل الوطني، وتعرفت الى شخصيته الوطنية، حيث سيبقى الرجل واحدا من الشخصيات السياسية الوطنية التي تركت بصمات مهمة في تأريخ قضيتنا العراقية ومحاربة الدكتاتورية والفساد..الخ.

حتى الحزب الشيوعي بقيادة حميد مجيد أصدر البيان التالي معزيا: نشاطركم الحزن بالرحيل المفاجئ للدكتور الجلبي، الشخصية البارزة في الحياة السياسية العراقية والذي قارع الدكتاتورية وأسهم بقسطه في فضح إرهابها وقمعها وفي القضاء عليها . وبعد التغيير سعى، مع غيره، الى بناء عراق جديد على أساس الديمقراطية.وتميز على المستوى الشخصي بعلاقاته الانسانية والخلق الاجتماعي الرفيع .

وأخيرا، لدي هاجس غريب يعتمل في خاطري مفاده أن النعاة الواردة أسماؤهم أعلاه، ربما يكونون قد تمنوا – بينهم وبين أنفسهم - ميتة هادئة وسريعة كميتة أحمد الجلبي، وحسدوه عليها، خصوصا وأن الأيام والأشهر والسنوات القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت !

............................

يبدو أن بعض "المثقفين والنشطاء والإعلاميين والكتبة" العراقيين الذين كفوا عن الدفاع عن حكم المحاصصة الطائفية الذي جاء به الاحتلال الأميركي، الذي كانوا يسمونه بملء الفم "عملية تحرير العراق"، ثم صاروا يفعلون ذلك "بنصف ملء الفم"، وربما من دون فم لاحقا! أقول، كفَّ هذا البعض عن الدفاع عن هذا الحكم تحت ضغط الكوارث التي جاء بها والتي بلغت حرب الإبادة ضد الشعب العراقي والسلب والنهب العامين الشاملين لثرواته، بل، وقد بالغ البعض من هؤلاء "الكافّين" اضطرارا وربما خجلا، فتنطع لأدوار وسحنات "وطنية وديموقراطية" لا علاقة له بها، ولكن، وبمناسبة موت أحمد الجلبي، يبدو أن هؤلاء عادوا بسرعة البرق إلى سيرتهم القديمة، فدبجوا مقالات التقريض والمديح لزعيمهم الميت، فرحم الله حليمة وسيرتها، هل تعرفون حليمة؟ ورحم الله القائل (مصائبُ قومٍ عند قوم فوائد) ومن فوائد مصيبة هؤلاء أنها نزعت عن وجوههم وأقلامهم تلك الغلالة "الوطنجية" الرقيقة التي تقنعوا بها لفترة من الزمن، وهاهم اليوم عراة إلا مَن عصم ربُك!

...........................................

أرقام نوري المالكي وأرقام خصومه والمكذبة مستمرة!

يقول المثل التونسي السائر (إلي يحسب وحدو يفضل لو)! ومعناه واضح، ويعبر عنه مثل عراقي قريب في معناه ويقول (كل مَن يحوز النار لقرصته!) أي أنّ كل شخص يقرب النار من رغيف خبزه! ويبدو أن من كذبوا على الشعب العراقي وضحكوا عليه باسم النزاهة ومحاربة الفساد ليسوا أقل عددا وتأثيرا من الفاسدين الكاذبين أنفسهم. فبعد أن حسب الأولون واردات العراق خلال عهد الاحتلال وحتى الآن، ومنه فترة حكومتي نوري المالكي وكيف صرفت وأين ولماذا، وكان أقل تلك الحسابات كرماً قدر الواردات النفطية العراقية بأكثر من ألف مليار دولار، صرفت منها 300 مليار على مشاريع الكهرباء المتعثرة، بعد أن شاعت تلك الأرقام وتكررت حتى أصبحت غير قابلة للنقاش ضمن عقلية التلقين الببغاوية والتي لا تشكك أو تمحص أو ترتاب، جاء دور المالكي ليحسب الحسبة بطريقته الخاصة، وهي طريقة تكرر طرق الإعلام الخشبي الحكومي القائم على منطق (كل شيء على ما يرام، والوضع زي الفُل أهوه!).

جاء المالكي إذن ليقول من على شاشة فضائية "روسيا اليوم" الخلاصات الرقمية التالية، والتي سأوردها اختصارا هنا على سبيل العلم بها وليس تزكيةً أو تكذيباً لها، فقناعتي هي أن نظام الحكم العراقي القائم اليوم فاشل وفاسد برمته، شكلا ومضمونا، قيادة وكوادر وسطية إلا ما ندر على مستوى فردي.. وسيكون مفيدا للجمهور والباحثين الاطلاع على هذه الأرقام على الأقل من باب المقارنة والبحث عن الحقيقة التي لن يتبرع لنا بها طوعا لا المالكي ولا خصومه السياسيين من داخل النظام.. ذكر المالكي:

- طلبتُ من وزارة المالية أن تزودني بمجموع المبالغ التي صرفت من سنة 2003 إلى سنة 2014، فكان المجموع المثبت في وثيقة رسمية حكومية موجودة اليوم في وزارة المالية هو تقريبا 624 وقد يبلغ 650 مليار دولار .ثمة فرق أو ثقب حسابي احتمالي هنا بـ 26 مليار لا ندري كيف سيرقعه المالكي وهو هنا يحسب المصروفات لا الواردات وثمة فرق بين هذا وذاك !

- يذهب من هذا المجموع 17% حصة إقليم كردستان . و5% تعويضات غزو الكويت في عهد صدام. وذهب منها لتسديد ديون العراق لدول نادي باريس مبلغ مجموعه 35 مليار دولار.

- ما تبقى من المجموع العام لواردات العراق هو بين 520 وقد يصل إلى 530 مليار دولار. ثمة هنا فرق احتمالي آخر هنا بعشرة مليارات، فياللدقة التي يتمتع بها رجال الدولة عندنا!

- من هذا الباقي، يذهب إلى الموازنة التشغيلية أي رواتب الموظفين ومصروفات وزارات ودوائر الدولة التي تبلغ ثلثي الموازنة العامة، يذهب منه 343 مليار دولار.

- يتبقى للموازنة الاستثمارية والبناء والتعمير 167 مليار دولار أي بواقع 14 مليار دولار لسنة والواحدة طوال فترة 12 سنة . ومن هذه الـ 14 مليار سنويا صرفت جميع عمليات البناء والإعمار والمشاريع ..

هذه هي الأرقام التي طرحها المالكي على فضائية أجنبية ودون توثيق، الأمر الذي يوجب عليه أن يعيد طرحها معززة بالوثائق الرسمية اللازمة أمام الرأي العام، إذا كان فعلا يحترم شعبه، والأمر ذاته يوجب على خصومه السياسيين داخل وخارج نظام حكم المحاصصة الطائفية الفاشل وسبب البلاء، أن يقدموا للرأي العام أرقامهم المضادة موثقة بشكل رسمي وأن يكفوا عن الزعيق والهتافات الإعلامية الفارغة من أية قيمة، ليفهم الناس حقيقة ما يجري في هذه المَكْلَبَة والاستباحة التي لا سابق لها في تاريخ العراق بل والشرق كله، وإلا، وفي حال استمروا على ما هم عليه من صراعات ديكة بلهاء، فإن الازدراء والاحتقار سيكونان لائقين وجديرين بالطرفين كليهما وبنظامهما حتى يحلها حلال!

في المثقف اليوم