أقلام حرة

فاشلون من الأساس .. يااااااا ناس!!

قال له مدير الشرطة بعد بحث طويل عن ابنته المختطفة وهي بعمر الزهور "بنتك ..ماتت" فظننت لوهلة و انا اتابع سهرة عراقية – بائسة – مضطرا لا إعجابا لقضاء فترة الانتظار في عيادة طبيب تقول يافطته انه - خريج كذا وكذا وزميل كذا وكذا - مع انه لا شكلا ولا اخلاقا ولا تعاملا ولا علما ولا مضمونا يدل على انه طبيب " ...طبيب تشخيصه – الطياري - عبارة عن:

* شعندك؟

- دكتور عندي مغص حاد !

* غثيان وقيئ ماكو ..صخونة ماكو .. وجع راس ماكو؟!"

- اكو بس خفيف ..لك داد دكتور الحكلي !!

* اكلك وشربك شلونه؟

- بهريز عيوني !!

* ماكو شي ..سلامات ..تشنج بالفانيلة ، إلتهاب خفيف بالياخة، تليف بالسترة ، تضخم بالرباط ، التهاب بالبنطلون ، ورم بالجوارب وبس ..راح اكتبلك على باراسيتول + نورجيسيك واذا ماصرت زين راجعني بعد شهر ! لأن لا أمل في شفائك وعلاجك الحقيقي ليس عندي !!!

- عند من اذا؟

* عند الأوته جي اغاتي !!

- دكتور حبيبي رحمه لكلية الطب الي تخرجت منهه..تحليل ماكو؟ ..اشعة ماكو؟ رنين ماكو ؟قياس ضغط وحرارة ماكو؟ سماعة اذن وقياس نبض ماكو؟ شنو جنابك فتاح فال وجماله بـ 25 الف دينار للكشفية الواحدة ! دكتور اقترح عليك لو تبيع مخضر افضل من ممارسة الطب !!

هكذا انصرف مريض تلو آخر بعد فترة تشخيص- تيك اوي - لم تتعد في اعقد الحالات أكثر من – خمس دقائق – والله وياك عبوسي ..بيدك حلو يلوك الموس ..عبوسي!!

المهم وبالعودة الى المسلسل الدرامي العراقي – السخيف - المعروض على شاشة تلفاز اسود وابيض في القرن الحادي والعشرين داخل عيادة الطبيب - المريدي الهوى والهوية - وبعد ان اخبر مقدم الشرطة والد الضحية- و التي عثر على جثتها مرمية في مكبات النفايات ان ابنته ماتت في حادث سيقيد حتما ضد مجهول، قال وهو احد نجوم الدراما العراقية وكنت اظنه سيفقد الوعي .. يتقيأ ..يصرخ ..ينهار من شدة البكاء ..يحوقل (لاحول ولا قوة الا بالله) ..يكبر (الله اكبر) ..يسترجع (انا لله وانا اليه راجعون) يهلل (لاإله إلا الله ) واذا به وبكل برود أعصاب وسذاجة تؤشر الى ضعف الأخراج والمونتاج والسيناريو والنص والأداء وبعد ان اشاح بوجهه جانبا بعيدا عن آمر الشرطة " بنتي ..زينب ..ماتت؟!!" اخاف ماعندك الله يرحمك؟!.

بهاتة الأداء التلفزيوني فضلا عن السينمائي العراقي الدرامي ..استخفاف الطبيب والصيدلي والمقاول والتاجر والشرطي والجندي والوزير والنائب والقاضي بمشاعر المواطنين والمحامي ...اسناد المسؤولية الى كل لص وقاطع طريق ومختلس ومرتش ومراب وووووحرامي ..اطلاق النار في الأعراس والمآتم والطهور والنجاح وفوز المنتخب بل وخسارته ايضا"عامي شامي " ..استدعى الى ذهني قول قائلهم :

ولست بهياب لمن لا يهابني ... ولست ارى للمرء مالا يرى ليا

فإن تدن تدن منك مودتي ..... وإن تنأ عني تلقني عنك نائيا

كلانا غني عن اخيه حياته ....... ونحن اذا متنا أشد تغانيا

 

احمد الحاج

 

في المثقف اليوم