أقلام حرة

الوجه الاخر للمشاريع الوهمية

مفردة شائعة الاستخدام في وسائل الاعلام ولاتحتاج الى تفسير او افهام، المشاريع الوهمية فقرة من فقرات الموازنة العراقية منذ 2003 وحتى الان، وكلما اريد ان يقبض على القائم عليها فيعجز عن ذلك القانون لان صاحبها ايضا وهمي!!!، وتبقى اموال العراق تستنزف بشكل رسمي .

هل المشاريع الوهمية لوحدها تستنزف اموال العراق ؟ ان كان ذلك فنحن نقبل بهذه المصيبة، ولكن ماذا نقول عن مشاريع تخصص لها اموال اضعاف كلفتها، وماذا نقول عن مشاريع غير ضرورية ولا فائدة ترتجى منها ؟ والمشاريع ليست بالضرورة عينية (طرق، جسور، مستشفيات، مساكن، معامل، طيارات، قطارات) بل حتى تلك التي تخصص للمؤتمرات والمهرجانات والفعاليات وغيرها هذه ايضا تعتبر مشاريع، فمثلا اقامة حفلات في مناسبات معينة تم استدعاء عاهرات بلقب فنانات لاحياء الرذيلة في هذه الفعالية، وحتى شعارات العواصم، عاصمة الثقافة وعاصمة الحضارة وعاصمة الاقتصاد (ومن هالمال حمل جمال) فهذه كلها وجه اخر للمشاريع الوهمية بل انها اسوء من الوهمية لان الوهمية لا تحتاج الى دليل اثبات فيكفيها انها غير موجودة، الا ان هذه المشاريع الفاسدة وغير الضرورية والاكثر من كلفتها جاءت بالقانون ولا يمكن ايجاد الدليل عليها بسهولة .

سال عراقي امريكي ماهو شكل الفساد عندكم؟ اجاب الامريكي انظر الى تلك العمارة فكم هي كلفتها حسب اعتقادكم ؟ انها تساوي 50 مليون دولار، فاجاب الامريكي نحن نقول انها 60 مليون دولار هكذا هو الفساد عندنا وانتم ماهو شكل الفساد عندكم ؟ اجاب العراقي انظر الى تلك العمارة كم كلفتها ؟ اجاب الامريكي لا توجد عمارة، اجابه العراقي بالضبط هذه العمارة كلفتها 60 مليون دولار .

في يوم ما سيخرج الفاسدون بمظاهرة يطالبون فيها بحل لازمة السكن لهم، لانهم يعانون من ازمة سكن في دوائر الدولة وانها حُجزت من قبل فاسدين قبلهم، والبعض يحاول ان يشتري بعض الدوائر او الوزارات أي يدفع (سرقفلية) لكي يمارس فساده فيها.

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم