أقلام حرة

وأخيرا "الجسمي" أشأم من طويس ومنشم والحولاء!!

ضربت العرب أمثال الشؤم في ثلاثة أشخاص، طويس القبيح، فقالت "فلان أشأم من طويس" والحولاء وقالت فيها "أشأم من خبز الحولاء" ومنشم وقالوا فيها "أشأم من عطر منشم".

فأما الأول وهو عيسى بن عبد الله مولى بني مخزوم، غلب عليه لقب طويس ولم أقف على اسباب هذه الغلبة، فيروي ابن خلكان وغيره " انه - اي طويس - سئل عن مولده فذكر أنه ولد يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفطم يوم مات أبو بكر، وختن يوم أستشهد عمر الفاروق، وتزوج يوم أستشهد عثمان ذو النورين، وولد له ولد يوم استشهد علي الكرار رضي الله عنهم اجمعين "، واضاف بعض المؤرخين " إنه ولد له ولد يوم مات الحسن بن علي رضي الله عنهما وكانت أمه تمشي بين نساء الأنصار بالنميمة وهو اول من أظهر الغناء فيها " .

اما الحولاء فهي خبّازة في بني سعد، مرت ذات يوم وعلى رأسها خبز ,فسرق رجل منه رغيفا

فشكته لأحدهم فثار وقام إلى الرّجل الذي أخذ الخبز فقتله وقتل بعد ذلك بفعل الفتنة التي أثارتها الحولاء بسبب رغيف خبز، ألف شخص، وصار رغيف الحولاء مثلا للشؤم .

فيما الثالثة " فهي امرأة تدعى منشم كانت تبيع العطر في مكة في الجاهلية، وكانت القبائل إذا شرعت في الحرب فيما بينها مروا بها وتعطروا بعطرها، فضربت العرب بذلك المثلَ وقالت ''أشأمُ مِن عِطْر منشم''!

ولكن وعلى ما يبدو فان المطرب الإماراتي، حسين الجسمي، قد فاق سابقيه واخذ رواد المواقع الاجتماعية ينعتونه بالشؤم على حد وصفهم، فقد غنى أنشودة بعنوان " لما بقينا فـي الحرم" وكاتبها غير معروف وكذلك ملحنها، يقول في بعض كلماتها " لما بقينا فـي الحرم ..كلّ اللي من حاجه اتحرم" فحدثت حوادث الحرم المكي المؤسفة التي تمثلت بسقوط الرافعة ومقتل وجرح العشرات وحدوث التدافع في منى عند رمي الجمرات ومقتل واصابة العشرات ايضا اضافة الى حوادث اخرى هنا وهناك لم يسبق لها الحدوث في مواسم الحج السابقة !!

كما غنى الجسمي أغنية جديدة للشعب اليمني بعنوان "محبوبتي" من كلمات الشاعر اليمني، حسين أبوبكر المحضار، وألحان علي سعيد بن علي،فهجمت اليمن .

وسبق للجسمي ان غنى لليبيا اغنية بعنوان " ياليبيا ياجنه " فتمزقت اربا اربا واصبح فيها اكثر من 85 فصيلا مسلحا يتقاتلون فيما بينهم .

غنى الجسمي لمصر اغنية بعنوان " بشرة خير "قبل انتخابات الرئاسة عام 2014 بين المرشح حمدين صباحى والمرشح المشير عبد الفتاح السيسي، فعم الشر وانهار الاقتصاد المصري وغرقت الإسكندرية وإنهار قطاع السياحة بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء وحظرت الدول الأوربية سفر مواطنيها الى مصر فضلا عن حظر شركة مصر للطيران من الهبوط في الأراضي الروسية، وما تصريح السيسي الأخير " نجوع ..ايه يعني لما انجوع في سبيل الوطن " دليل على ايام عجاف لا تتناسب مع بشرة خير الجسمي التي اوهم بها مصر حكومة وشعبا !!.

غنى الجسمي لنادي برشلونة أغنية بعنوان " «حبيبي برشلوني» فخسر النادي بطولة الدوري وبطولة اندية اوربا وتراجع مستواه بشكل لافت .

غنى الجسمي للأردن "يا أردن يا حبيب الروح" فغرقت ..غنى لأمه اغنية " يا أمي " فماتت رحمها الله!!

وأخيرا غنى الجسمي لباريس أغنية باللهجة الإماراتية بعنوان "نفح باريس"، من كلمات المرزم وتوزيع وتنفيذ وليد فايد وإيقاعات سمير القطان فحدثت تفجيرات وهجمات باريس التي قتل وأصيب خلالها المئات قبل ايام .

هذه الأحداث التي تزامنت مع اغاني الجسمي دفعت بعض النشطاء ومن باب التهكم ان يطالبوه بالغناء لإسرائيل لعلها تفنى !! بل وخرج بعضهم بفيديو ليسخر من شؤمه على يوتيوب .

بطبيعة الحال انا لا أؤمن بهذا النوع من التشاؤم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل" وقوله صلى الله عليه وسلم ايضا: " اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك".

إنما الشؤم الحق في الظلم والطغيان والسلب والنهب والقتل والاختلاس والتزوير وقطع الطريق والتعذيب والغش وما شاكل، وما يتناقله النشطاء على الفيس بوك وإنستغرام وتويتر لا يعدو ان يكون تطيرا مذموما في غير محله او انه تشاؤم غير محمود على سبيل السخرية ليس إلا، وماهو إلا شماعة يعلق عليها الفاشلون أخطاءهم وخطاياهم، يصدق فيهم قول، ايليا ابو ماضي، في قصيدته " الغراب والبلبل " :

قال الغراب وقد رأى كلف الورى ...وهيامهم بالبلل الصدّاح

لم لا تهيم بي المسامع مثله .... ما الفرق بين جناحه وجناحي؟

حكم القضاء فإن نقمت على القضا ....فاضرب بعنقك مدية الجراح

اودعناكم اغاتي

 

احمد الحاج

 

في المثقف اليوم