أقلام حرة

جريمة باريس تشويه لصورة الإسلام الوضاءة

hamid taoulostلم نتوصل بخبر العمليات الإرهابية الإجرامية التي تعرضت لها -مرة أخرى -العاصمة الفرنسية باريس وعدد من مناطقها ليلة 13 نونبر 2015، وراح ضحيتها مائة وثلاثين شخص أعزل وأزيد من مائتي جريح من المواطنين الأبرياء، إلا حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الجمعة، عندما تلقينا هاتفا من ابنتنا الصغرى حفظها الله، تخبرنا، من بلاد الكنانة، تخبرنا بما وقع في فرنسا من بشاعة الفعل الهمجي الجبان الخارج عن المنطق الإنساني، والعمل الإجرامي الشنيع التي لا يمكن أن يقبلها أي دين أو إيديولوجيا، والتي جعلت الأحاسيس تختلط علينا،

وتتشابك مشاعر الحزن والألم واليأس والغضب، وتتيه أنفسنا عن أنفسنا، وتتوه عن كل من حولها، حتى أننا لم نعرف ماذا نفعله بعد الخبر الفاجعة الذي حدث بباريس حيث يقطن ابني .

ما أصعبه من إحساس، وما أغربه من شعور، عجزت معه ألستنا عن النطق، وحرنت كلماتنا عن التعبير عما يتلظى بين ثنايا قلوبنا من أحاسيس الحيرة القاسية، وما يجول بخواطرنا من مشاعر الضياع المؤلم، الذي أنسانا أنفسنا وسبب وجودنا، وحمدنا الله الذي أنهى حيرتنا، بتمكيننا من الاتصال بابننا بفرنسا، وشكرناه سبحانه تعالى على ما انعم به علينا من سلامته، وتغلبنا بذلك على مارد اليأس وحلنا ضد سيطرته علينا، وبالمناسبة نشكر كل من اتصل بنا للسؤال عن حاله وأحواله وللمواساة .

ولا يسعني إلا أن أعبر عن استنكار الشديد والإدانة المطلقة لهذه الأحداث الإرهابية التي لا تمس بصلة للقيم الإنسانية والدينية، وأتقدم بأحر عبارات التعازي والتضامن لعائلات الضحايا، مساندتهم الكلية في مصابهم الجلل، وإنني لأتضرع للعلي القدير أن يقسم ظهر كل المتآمرين من قريب أو بعيد على السلام وأمن الإنسانية، وكل المساهمين في تشويه صورة الإسلام الوضاءة، وتمريغ سمعته في الوحل، بما يقترفونه من فضائع باسمه، وأن ينتقم منهم في الدنيا قبل الآخرة، ويجعلهم الله عبرة للعالمين.

 

حميد طولست

 

 

في المثقف اليوم