أقلام حرة

البخاري ومسلم احرجا الازهر

لطالما استشهد الشيعة الامامية بروايات البخاري ومسلم لاثبات النقاط الخلافية مع السلفية، ودفاع السلفية مجرد تاويل هذه الاحاديث الى الوجهة غير المقصودة وليس التشكيك بالسند او المتن لانهما أي البخاري ومسلم كتب صحيحة لاسيما البخاري الذي يعتبر عدل القران بل في ادعاءاتهم ان رسول الله (ص) كان يملي على البخاري ماذا يكتب في منامه فيجلس ويتوضا ويكتب ما قاله النبي (ص).

ميزو، او خطيب التحرير او الشيخ محمد عبد الله نصر شيخ ازهري خرج بخطاب نقدي لاذع لتراث الازهر لاسيما البخاري ومسلم وبدا باستخراج احاديث لا تخص الشيعة بل تخص ثقافة السلفية، فانبرى للمناظرات التلفزيونية بحيث يكون الطرف الثاني مشايخ واساتذة الازهر للرد عليه، وللاسف الشديد جاءت ردودهم هزيلة ليس لان ميزو طعن بالبخاري والمنهاج الدراسي للازهر بل لان اجابتهم على رد الروايات التي يذكرها نصر بانهم يتحدونه اذا كان يحفظ اية من القران، او انهم يجردونه من لقب ازهري او يصفونه باوصاف حادة بل وحتى التجاوز عليه، اما صلب الموضوع في الرد على ما يقول لم يرد عليه احد، بل حاول خالد الجندي ان يوجد مخرج لغوي للروايات التي استدل بها ميزو ليدفع عنها تهمة انها ثقافة داعش.

هذا الرجل اخذ شهرته في الوسط العلماني المصري لانه يطالب بتجديد او تنقيح التراث، ومطلبه سليم ولكن الية تفعيله غير سليمة وبهذا فانه اثار الازهر مرتين، مرة بفضح الاحاديث البخارية التي احرجتهم كثيرا، ومرة باسلوبه في نقد هذه الاحاديث التي لدرجة ان كبار الازهريين ويؤازرهم وزير الاوقاف يحرصون على رده واخيرا ينتهي النقاش بالاتهامات ومحاولة البعض بالتهديد سواء بالاعتقال او الاغتيال.

ان الافراط في التقديس لشخص البخاري وبقية السلف سيوقع الازهر في متاهات لايخرج منها سالما، اضافة الى ذلك اصرار الشيخ محمد نصر بان الازهر مخترق والبعض منهم قبض الثمن، حديث هذا الشيخ ولله الحمد لم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى الشيعة حتى لا يتهم بان ايران وراء ذلك، هم اتهموه بانه قبض الثمن ولكنهم لم يفصحوا عن الجهة التي دفعت.

فلو اجاب الازهريون بتعقل واعترفوا بانهم سيراجعون كتب المنهج التي تضمنت بعض الاشارات الفقهية الغريبة وقطعوا دابر النقاش لكان لهم اسلم الا ان المكابرة التي هم عليها في تقديس البخاري اكثر مما يقدس الشيعة الائمة عليهم السلام جعلهم في زاوية ضيقة بل ان الشارع المصري بدا يتحدث عن هذا اللغط كثيرا،عندما ذكر لهم مسالة فقهية يدرسونها في الازهر نصها يجوز الاستنجاء بكتب المنطق والفلسفة وكتب اخرى لا اذكرها ثارت ثائرتهم على الرجل بدون رد فقهي علمي، ومسالة مراجعة كتب الحديث مسالة لابد منها وليس للسنة فقط بل لعموم المسلمين بما فيها الامامية وايجاد رؤية عصرية للخطاب الاسلامي شرط ان لا تمس الثوابت  

 

   سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم