أقلام حرة

انت الأحق للفوز بالانتخابات.. جنات!!

من بديع ما قاله، أمل دنقل، (لا تفرحوا بعالم جديد فخلف كل قيصر يزاح .. قيصر جديد) ومابين الجديد والقديم الاف الضحايا من الأيتام والأرامل والمشردين والمهجرين والنازحين والعاطلين والمعاقين ممن أغفلهم السابق وسيهملهم اللاحق ولاريب .

ولعل من بين عشرات البرامج الانتخابية الدعائية التي طرحها مرشحو الكتل والائتلافات خلال الحملة الانتخابية الأخيرة بشقيها "مجالس المحافظات والبرلمان" الم نلمس برنامجا واحدا ذا قيمة يعد الناخبين برفع الحيف والظلم الذي وقع على شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وعددهم يربو على 2,5 مليون معاق من الذكور والإناث في بلد مزقت أوصاله الحروب المتتابعة وشوهت أجنته العوامل البيئية و المؤثرات الإشعاعية.

صحيح ان هناك في العراق معاهد متخصصة لعلاج ورعاية المعاقين، الا انها لا تفي بالغرض ولا تستوعب عشر معشار ذوي الاحتياجات الخاصة،فضلا عن ضعف كوادرها في مجال تخصصاتها، لعبت المحسوبية والمنسوبية والكتلوية والفئوية والحزبية دورا في تعيينهم، فمعاهد الرجاء على سبيل المثال وعددها 17 معهدا في عموم البلاد تخصصت برعاية المعاقين ذهنيا، فيما معاهد الأمل وعددها 22 معهدا تخصصت برعاية الصم والبكم، ومعاهد النور وعددها 5 معاهد تخصصت برعاية المكفوفين إضافة الى معهدي السعادة والمنار لرعاية الأطفال المعاقين حركيا، ومعهدي الحنان لرعاية الأطفال شديدي العوق احدهما في بغداد والآخر في كربلاء.، فهل هؤلاء خارج نطاق التغطية أم ماذا؟.

علما ان المادة 32 من الدستور العراقي تنص على ان “الدولة ترعى المعاقين وتكفل تأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع الا ان المادة لم تفعّل لأن تفعيلها يتطلب توفير المستلزمات الطبية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة مجانا او بأسعار محدودة “.

الطفلة "جنات" واحدة من فلذات اكبادنا، من ذوي الاحتياجات الخاصة لم تتجاوز الـ 13ربيعا بعد وتعاني من مرض ضمور العضلات وتكلس العظام وتقوس العمود الفقري،وليس لها في عراق الحضارات علاج، طفلة بعمر الزهور أبت ان تستسلم لمرضها بل تحدته، ولسان حالها يردد ” لا مستحيل تحت الشمس ” فاطلقت العنان لموهبتها بالرسم وفنون الحاسوب وأخذت تنشر لوحاتها الفنية الجميلة عبر الفايبر والواتس آب والفيس بوك يحدوها الأمل بغد مشرق لعل المعنيين يلتفتون الى من هم على شاكلتها لرعايتهم وعلاجهم وتنمية مواهبهم والأخذ بأيديهم الى شاطئ الأمان بدلا من المهاترات السياسية والإعلامية التي تزيد الشارع احتقانا .

 اليوم نشرت الطفلة الجميلة جنات عددا من لوحاتها وصورها فتناهى الى سمعي قول بعض المعجبين بفنها البرئ الواعد الذي اصبح معلما من معالم شارع المتنبي “لو كانت جنات ترشحت الى الانتخابات لصوتنا لها “ شكرا جنات فأنت الأحق للفوز بالأنتخابات .أودعناكم اغاتي

 

في المثقف اليوم