أقلام حرة

تعقيبا على مقال للكاتب والاعلامي القدير عبد الحميد الصائح حول الخيرة

mudar alhilwتعقيبا على مقالة العزيز الكاتب والاعلامي القدير عبد الحميد الصائح الانيقة اقول:

 هناك ملاحظات عدة على موضوعة الخيرة تارة ترد هذه الملاحظات على اصل مشروعيتها واخرى على فلسفتها وفهمها اما بخصوص مشروعيتها فيرد:

١- لادليل شرعي معتد به عند الفقهاء على الاستخارة الشائعة بالقران، والمسبحة بل يصرحون ان العمل بها برجاء المطلوبية، نعم ربما يُتَفائل بالقرآن الكريم.

 ٢- بعض الفقهاء القدامى كالمقدس الاردبيلي يرى ان الاستخارة بالمسبحة لاتخلو من شائبة الحرمة لمطابقتها للتقاسم بالازلام الذي كان المشركون يمارسونه وحرمه القران.

٣- لم يرد في التراث الاسلامي ان شخصا جاء الى النبي (ص) او احد الائمة (ع) وطلب منه ان يستخير له كما هو متعارف اليوم في اوساط المتدينين.

٤- من بين الروايات التي وردت في الاستخارة وانواعها لم يصحح الفقهاء في الغالب الا رواية واحدة لشكل من الاستخارة اسمها ذات الرقاع.

 

اما بخصوص فلسفة الاستخارة وفهمها:

 ١- ليست الاستخارة كما يفهمها اغلب من يمارسها بانها نافذة يطل منها على الغيب ليرى عاقبة ما استخار الله عليه هل هي ايجابية ام سلبية، وانما الاستخارة دعاء كما ورد في ذات الرقاع.

 ٢- مرحلة الاستخارة: يسبق الاستخارة مرحلتان لابد من المرور عليهما كي تصل النوبة الى الاستخارة كما يذهب لذلك المرجع الراحل السيد المرعشي النجفي (اعلى الله مقامه) المرحلة الاولى التفكير بالعمل ودراسته فاذا رجحت كفة الايجابيات على السلبيات او العكس فلا مبرر للاستخارة، وان لم ترجح عنده كفة على اخرى تاتي المرحلة الثانية وهي الاستشارة من ذوي الرأي والنصح كما يصرح السيد السيستاني (حفظه الله تعالى) فإن رجحت عنده كفة على اخرى فذاك وإلا فينتقل الى الاستخارة. وبذلك نعطي للعقل دوره ولانصادر قيمته ومكانته التي ارادها الله سبحانه حين وهبه للانسان؛ خلافا لما هو سائد في اوساط غالبية المتدينين من اهانة للعقل والغاء دوره فإن خرزة من مسبحة بيد احدهم ربما تحكمت بمصير شخص او أسرة، وربما مصير شعب. ينقل عن احد رموز العملية السياسية في العراق الجديد حينما كُلّف بالمسؤولية اتصل باحدهم ليستخير له يقبل ام لا!! للاسف طلعت الخيرة زينة .

 

مضر الحلو

 

في المثقف اليوم