أقلام حرة

اجزم بان الانقلاب الفاشل في تركيا كان اميريكا بمعنى انه كان برغبة اميريكية وبتوقيت اميريكي بل وحتى انه بتخطيط وتنسيق اميركي .

قد ينأى الاميركيون بانفسهم عن المحاولة الانقلابية الفاشلة ويزعمون ان لا شان لهم بها من قريب او بعيد وهو امر طبيعي لكن اميركا لديها الف طريقة وطريقة لقيادة الانقلابات في انحاء العالم . ولكي نفكك الغاز الانقلاب لابد ان نورد النقاط التالية

1. اميركا ضاقت ذرعا بنظام اردغان ولم تعد تستطيع تحمل وجوده فهو بنظرها يشكل خطرا انيا ومستقبليا على المصالح الامريكية و وحلفاء اميركا في المنطقة لاسيما اسرائيل ودول الخليج

2. فبنظر اميركا فان اردغان يمكن تصنيفه على انه يتزعم نظاما معاديا لها ولمصالحها مثل انظمة كاسترو وهوغو شافيز

3. وجود معارضة تركية منظمة وتمتلك الاموال الطائلة في اميركا مثل جماعة فتح الله غولن سهل على اميركا المهمة فغولن قناة سهلة وموثوقة لتدبيير سلسلة انقلابات وليس انقلابا واحدا فقط

4. الوجود الاميركي الاستخباري والعسكري النوعي والعددي الكثيف في تركيا جعل مهمة اميركا سهلة في تنسيق الانقلاب ومن ثم التملص من اي مسؤولية في الوقت الذي تشاءه

5. اميركا سترفض تسليم فتح الله غولن الى تركيا وستتمسك به وسترفض اي ادلة تركية وان كانت دامغة لان غولن سيفضح اميركا فمثل هذا الانقلاب الخطير لايمكن لغولن تدبيره بمفرده رغم تغلغل انصاره الواسع في المؤسسات التركية الحكومية

6. ان من لديه حاسه شم نفاذة يمكنه ان يتفهم ان اميركا ليست فقط انها قادت الانقلاب الفاشل بل انها هيأت الظروف المناسبه وابلغت حلفائها العرب والاسرائيليين بشفرة محددة وهي ان عليهم تأييد التغيير الذي سيحدث في المنطقة قبل ساعات من وقوع الانقلاب وبملاحظة ابتهاج مصر ودول خليجية من خلال قنواتها الاعلامية ومن خلال تاخرها في التعبير عن مواقفها في شجب الانقلاب كل ذلك يشير بوضوح الى النوايا والتخطيط المسبق لازاحة اردغان عن السلطة باعتباره يمثل ندا للمصالح والسياسات الامريكية

7. ان دول الخليج وخصوصا السعودية والامارات اعتبرت اردغان البؤرة الاخوانية الصلبة في المنطقة والتي يجب تدميرهاان اردغان هو المعقل الاخير للاخوان الذي يشكل خطرا على الانظمة الخليجية وليس بعيدا ان دول الخليج قد تكون هي الممول الاساسي والداعم الخفي للانقلاب.

8. بقي ان نقول ان اميركا لن تستسلم بسهولة فستحاول اطاحة اردغان من جديد وبذات الاسلوب او بسواه

9. اما الذين يقولون ان لو كان الانقلاب اميركيا لكان متقنا فغير صحيح فاميركا قادت انقلابات فاشلة لمرات عديدة في انحاء العالم كما في كوبا في خليج الخنازير ومحاولة اطاحة هوغو شافيز في فنزويلا ايضا

10. في رايي المتواضع ارى ان تركيا ستكون اضعف اقليميا فيما ستكون اقوى تجاه اميركا واوربا وستكون الحقبة القادمة هي حقبة العداء بين تركيا والغرب والتي ستطيح في النهاية باردغان ونظامه ولو بعد حين