أقلام حرة

احمد الحاج: لسنا لصوصا.. أمثالكم!

منظمة دولية معنية بالبيئة والسلام والوئام ومكافحة اللئام تبعث الي رسائل باستمرار على البريد الإلكتروني عن مختلف القضايا المتعلقة بالبيئة والإحتباس الحراري والتلوث وحقوق الإنسان والحيوان حول العالم، اليوم أرسلوا لي رسالة مفادها " الفيلة في طريقها الى الانقراض!!"

أجبتهم على الفور بخلاف كل مرة - لأن حيل ضايج - ومن دون تفكير (وكذلك شعوب العالم العربي والإسلامي في طريقها الى الإنقراض ايضا إن لم تكن قد إنقرضت فعلا)، ياليتني كنت فيلا فأنقرض معهم ليبكي أمثالكم علي ويطالبون بحقوقي بدلا من أن أكون مواطنا - شرق أوسطيا - يحكمه الطغاة واللصوص والأراذل و الخونة، تارة بإسم الملكية وأخرى بإسم الجمهورية وثالثة بإسم السلطنة، ورابعة بإسم الإمارة، لا يرثيني ولا يدافع عني أحد !! وووشكرا .

زعلووووووا الجماعة فقلت - خفة وراحة - وعلى عناد ..الشمبانزي !!

أما عن فيلة العراق الطائرة التي تأبى الإنقراض بخلاف نظيراتها الطبيعية، الفيلة والتماسيح الطائرة التي تطالبنا على الدوام بمزيد من الأعباء المالية التي تنوء بحملها الجبال الراسيات فأقول لهم، نحن لسنا لصوصا أمثالكم، إذ إن الأثراء السريع والمفاجئ له ستة مصادر لايحظى بها الى المحظوظون او السارقون، خمسة " حلالس " وواحدة "حرامس " لم تتركوا من جزئياتها شيئا لمن سيأتي من بعدكم برغم شعارات التقوى والورع والزهد والوطنية والنزاهة والشفافية التي صدعتم بها رؤوسنا وبرغم - الزبيبة او ختم الجودة - في جباهكم وهي صناعة محلية بالثوم والخل، لا علاقة لها بقوله تعالى " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " لأن السيماء القرآنية هي إشارة على الصلاح القلبي والباطني الذي تظهر علاماته على الوجه والجوارح جلية كمرآة عاكسة ولاعلاقة للمخللات والتوابل بصناعتها في المطبخ ...السياسي:

* الأول : إرث يأتيك ممن يحق لك شرعا وراثتهم وقد يكون مالا، عقارا، بستانا، مزرعة، مصنعا، فندقا ...الخ، فتنتقل بسرعة البرق من "مائدة الخباز والبربن والخبز اليابس الى موائد القوزي على تمن والمشوي والمحشي !!وسبحان العاطي الوهاب .

* الثاني : أن تخترع أو تبتكر أو تكتشف أو تتوصل الى شيء ما لم يسبقك إليه أحد في البقعة التي تعيش فيها وبمختلف المجالات فيتم تسويق منتجك سريعا لشدة الإعجاب به كونه - موضة - مايجعلك تثرى بسرعة 120كم في الساعة، وقد يكون ماأبدعته طعاما، دواء، شرابا، لباسا، لعبة، برنامجا، تقنية، رياضة، فنا، جهازا .وماشاكل فتتحول بظرف أشهر من بائع خضار - نص ردن - الى صاحب مليار " مليار دينار وليس دولارا ".

الثالث : ان تتزوج هي أو يتزوج هو من ثري أو ثرية، فيثرى وتثرى مصداقا للحكمة " ضع قدمك جنب السعيد ..تسعد " فتتحول حياته أو حياتها 180 درجة وينتقل من المشي وذرع الشوارع طولا وعرضا،صيفا وشتاء، على قدميه بسبب الإفلاس الى " سيارة دفع رباعي 2016" .

الرابع : ان يحالفك الحظ فتفوز بمسابقة ما، بجائزة، ببطولة رياضية، بورقة يانصيب، العثور على كنز، الظفر بلوحات فنية نادرة، عملات نقدية أثرية، تراثيات لا تقدر بثمن تأتيك على حين غفلة من أناس لم يقدروا قيمتها ولا انت لوهلة قبل تنبيهك الى قيمتها فتثرى، وقس على ذلك ماشئت .

الخامس : ان يثق بقدراتك في أي مجال من المجالات أثرياء ويضعون بين يديك أموالهم وامكاناتهم وعلاقاتهم لتزيدها لهم بهذه القدرات الخلاقة التي تمتلكها وتثرى بدورك ايضا، او أن تتغير بوصلة الأحوال وتتبدل الأوضاع بحرب، بإنقلاب، بثورة، بإنهيار أو كساد اقتصادي مفاجئ، بوباء، بكارثة طبيعية، فيصبح مالديك من ضئيل أو غير ذي بالاشيئا كبير جدا ومطلوب جدا ينقلك الى افق أرحب .

السادس : السرقة ..الرشوة ...الربا ...الإختلاس ..التزوير ...النهب ..السلب ...قطع الطريق ...الإتجار بالأعضاء ...الإتجار بالمخدرات ...الإتجار بالبشر ...الإتجار بالسلاح ...تهريب الآثار ...المكس الحرام وفرض الأتاوات ...مصادرة الأموال المخصصة للنازحين والمهجرين والمحرومين وأموال إعادة الأعمار ..الغناء او العزف في النوادي الليلية ...ممارسة اقدم مهنة في التأريخ..تهريب النفط والغاز وبقية الثروات ... العمالة لدول ومخابرات اجنبية ... الحواسم وغيرها .

بخلاف ذلك فأن الإثراء يكون بطيئا وعلى مراحل قد تطول وقد تقصر، تعب وجلد وجهد وعرق وتفكير وصبر ومصابرة وتصبر وقلق ومثابرة وكفاح ومواصلة ليل بنهار وصولا الى الإثراء الحلال ولكل مجتهد نصيب، يلعب في ذلك التوفيق دورا كبيرا اذ لطالما أخفق مجتهدون فيما نجح غيرهم .

فالى من يطالبون العراقيين في كل يوم بأعباء مالية مرهقة جدا على إعتبار ان العالم كله يفعل ذلك " تارة العلاج بثمن وأخرى التعليم بثمن، الكهرباء بثمن، الماء بثمن، وووأي ثمن؟ انه بملايين الدنانير وليست الآفا " أقول أعيدوا الـ 1000 مليار دولار التي إختفت من خزينة الدولة في عهدكم وألحقوها بمخصصاتكم ومرتباتكم الهائلة بعد قطعها واضيف ان العالم ليس فيه لصوص أمثالكم ومقدرات البلاد هناك تكفي بحنكة ونزاهة وثقافة ومراقبة ومتابعة مسؤوليه وجرأة مواطنيه وعدم سكوتهم على باطل بذريعة - هذا اللص من جماعتنه، هص لاتحجي عليه تره يشمتون بينه - تكفيهم وزيادة، أما انتم - شلع قلع - فلو سلمت لكم ميزانية الصين الشعبية + روسيا الإتحادية + الأتحاد الأوربي + امريكا الشمالية والجنوبية مجتمعة فستعلنون إفلاس الخزينة بظرف عامين لا أكثر .

 الأصوليون يقولون (الغرم بالغنم)، يقابله شعبيا في الأمثال البغدادية (الزمال يموت بكروته) والدول الأوربية عندما جعلت كل شيء مقابل ثمن فأنها وفرت في الوقت ذاته كل شيء لك لتسهل عليك عملك ولتضمن أنك ستدفع ضريبتك السنوية وماعليك من مستحقات مالية شهرية، لأنك إذا أردت أن تطاع فلابد أن تأمر بالمستطاع أما أن تقطع علينا الكهرباء والماء والغذاء والدواء والبناء ولو كان بمقدورك " الهواء " ايضا ثم تطالبنا بثمنها، فهذا لايحدث إلا في عراق الواق ووواق، ودود الخل منه وبيه، يصدق فينا قوله تعالى وهو أصدق القائلين : " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ" . اودعناكم اغاتي

 

في المثقف اليوم