أقلام حرة

بكر السباتين: المناهج المزيفة في الأردن ودور الآباء في حماية أبائهم..

bakir sabatinابن بطوطة حفظ القرآن الكريم واستنار به؛ شاءت وزارة التربية والتعليم في الأردن ذلك أم أبت...وفراس العجلوني بطل أردني استشهد في سبيل الحق العربي، وفلسطين عامرة في قلوبنا حتى لو شطبت من ضمائر القائمين على تزييف الحقائق وأطالسهم التي ستتحول إلى مماسح زفر، والقدس يا أصحاب الولاية عليها عاصمة لفلسطين السليبة، وفلسطين محتلة من قبل المغتصب الصهيوني نكاية بالوزارة المطبعة مع الكيان الإسرائيلي من خلال ما قامت به من تغيير في المناهج الدراسية، تلك الوزارة التي تجردت من دورها التربوي حتى صارت تلقب من قبل المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي بوزارة التغبية والتعتيم، لأنها خرجت عن سياقها الأخلاقي التربوي بتقديمها التنازلات المهينة إرضاءً للجاني المعربد دون كابح في منطقة باتت مرتع للصهيونية وعملائها المأجورين!!

الحقيقة الواضحة أننا نفتقد في الأردن إلى وزارة للتربية والتعليم تهذب عقول أبنائنا وتزرع فيهم الأمل؛ لا أن تحولها إلى مدمغة لتمرير كل الأكاذيب التي ترسخ للمحتل الصهيوني المتربص بنا والذي يرفض لجارته الأردن أن تعلم أبناءها الآيات القرآنية التي تحث على الجهاد؛ من أجل تحرير الأرض والإنسان، وشطب ناعم لملامح القضية الفلسطينية !.

لقد أثار إقدام الحكومة الأردنية على تعديل مناهج دراسية قبل أيام جدلا كبيرا داخل الأوساط السياسية والتربوية والشعبية، كما أثار اتهامات بالرضوخ لضغوط أميركية وإسرائيلية، لا سيما أن التعديل تضمن شطب وحدات كاملة كانت تتحدث عن سيرة أحد الضباط الأردنيين قضى جراء قصف إسرائيلي جوي عام 1967.

وتضمن التعديل- الذي خلّف ضجة عارمة يوم الأحد الماضي في أروقة البرلمان- شطب الوحدات المتعلقة بالشهيد الطيار فراس العجلوني من منهاج اللغة العربية للمراحل الابتدائية.

والعجلوني هو أحد أهم قادة الجيش الأردني الذين يكنّ لهم الأردنيون مشاعر نبيلة لسجله الحافل بالمعارك ضد إسرائيل، إذ يُحسب له أنه كان أول ضابط عربي يسجل اختراقا للأجواء الإسرائيلية، ويدمر بطائرته العديد من طائرات الجيش الإسرائيلي.

وتجاوز هذا التعديل كل المبادئ التربوية حينما طال المنهاج الرديف (دليل المعلم) الذي يوزع على المعلمين، بشطب كلمة فلسطين من بعض الخرائط التوضيحية بمادة الجغرافيا للصفوف الإعدادية، واستبدالها بكلمة إسرائيل، وكأنه مشروع تكاملي مع المناهج الإسرائيلية المزورة للتاريخ، كأنها ترجمة لمقولة أن التاريخ يكتبه المنتصر.. فهل تصل بنا الهزيمة إلى هذا المستوى المتردي من قمع الذات وتحقيرها لقمع مكامن الطاقة الإيجابية النامية في روح أبنائنا وعقولهم!؟ هنا يكمن السؤال الحقيقي.

ولتحليل الأسباب التي تقف وراء هذا المسح للذاكرة العربية، ينبغي أن ندرك العلاقة - كما يبدو- بين إجراءات التعديل الناعمة على المناهج الدراسية في الأردن والإتفاقية التي وقعت في ديسمبر من العام الماضي بين وزارة التربية والوكالة الأميركية، للحصول على منحة تمويل لتطوير التعليم للسنوات الخمس المقبلة، بقيمة إجمالية بلغت 235 مليون دولار أميركي.

وطالبت الحملة الوزارة بإنجاز دراسة علمية للمنهاج الدراسي الجديد للصفوف الدراسية الأولى (الأول والثاني والثالث أساسي)، لمعرفة "مدى ملاءمتها للمفاهيم الوطنية التي تستند عليها السياسة التربوية الأردنية منذ عقود، والعمل على سد أي ثغرات".

إن ما قامت به دائرة المناهج في وزارة التربية والتعليم الأردنية أيضاً من شطب مهين للآيات القرآنية من مناهج الدراسة إنما هو تشويه للحقيقة ويصيب العقل العربي في مقتل.. والوزارة غير الحكيمة نفسها تدرك بأن المعلمين والمؤسسات الأسرية سيبادرون إلى ترسيخ تلك الآيات في عقول الأبناء حماية لهم من هذا العدوان السافر على المبادئ؛ لا بل سيوضحون لأبنائهم المغبونين كيف أن ما قامت به الوزارة إنما يعبر عن ملامح مؤامرة رخيصة على الدين السمح، والقضية الفلسطينية العادلة.

أما إذا تذرع القائمون على هذه التعديلات بمعاهدة وادي عربة المشؤومة فهي مرفوضة جماهيرياً. أما التذرع بالسعي لكبح جماح الإرهاب والتطرف فبوسع جهابذة دائرة المناهج -لو كانوا جادين- الاستشهاد بالآيات القرآنية لترسيخ مبادئ التسامح والتعايش المشترك في الوطن الواحد دون رفض للآخر.

وعلى الآباء والمعلمين الشرفاء أن يعلموا أبناءهم من خلال المراجعة اليومية لواجباتهم المدرسية بأن الأكاذيب لا تنطلي على صاحب الحق حتى ولو زخرت بها المناهج المشوهة والتي تضع السم في الدسم، وكلنا أمل ورجاء في أن تتراجع الوزارة عن تسفيهها للعقل العربي من خلال العبث بعقول أبنائنا الطلبة؛ والأمر مرهون دون ريب بمدى استجابة دائرة المناهج لصوت الضمير ولنهج العقل والديمقراطية المنشودة، وإذا أفلس هذا الخيار فوجود معارضة برلمانية حقيقية تتصدى لمثل هذه التجاوزات الكبيرة وغير المغتفرة.

فحي على الجهاد لتحرير فلسطين وحي على الفلاح.لدرء الفساد ومقاومة المطبعين ومن يقف وراءهم سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات."عجبي"

 

 

في المثقف اليوم