أقلام حرة

حسن حاتم المذكور: بين علماني ومعمم

hasanhatam almathekorفي الزمن البعثي يتحاور العراقيون في شأنهم ومنافذ الخلاص من نظامه، بعد الأحتلال أرادوا فاصلاً تتوقف عنده حواراتهم وينصرفوا لأصلاح خرابهم، الورثة استورثوا البعث وحوارات العراقيين معه.

ليس بالضرورة ان يكون العلماني ملحداً، تلك خرافة المعمم المنافق على ربه ودينه، ما يفصل بينهما ان العلماني  وطني يحترم عقله ودولته ومجتمعه وقد يكون متديناً بعكسه المعمم معطوباً بالفساد والتبعية، يرى العلماني ضرورة تحرير دين الله من اسلاميي السياسة ويؤمن بالنهج الديمقراطي في اعادة بناء الدولة المدنية ومجتمع حر وطني، تلك القيم لا يفهمها ولايقبلها المعمم لتناقضها مع شروط وظيفته، حواراتهما كمن يحاولا جمع الشتاء والصيف على سطح واحد.

ـ المعمم: سمعت بمبادرة سماحة السيد عمار الحكيم حول المصالحة "التسوية التاريخية" التي حظيت باعجاب ودعم عالمي اقليمي واسع..؟؟.

ـ العلماني: هل انها تسوية تتعلق في الشأن الدولي الأقليمي ام انها عراقية والعراقيون لايعلمون بمضمون أسرارها، مع وضد من، الذي نعلمه ان عمار الحكيم يسوّق نفسه كأسوأ نموذج لخذلان العراق، ان عرض الوطن ومحاولة تدويله بهذه الطريقة المذلة ترقى الى جرائم الخيانة العظمى التي يعاقب عليها الدستور العراقي.

ـ المعمم: انه يمثل التحالف الوطني لشيعة العراق، شاب طموح ومنفتح ويجب دعم مبادراته.

ـ العلماني: اين هو تحالف التحالف الوطني، كتل لاتجمعها غير رذائل الفساد والتكاره، ولا يمثل بنات وابناء الجنوب والوسط، اما انفتاحه فلا شك انه منفتحاً امام الأختراقات الأقليمية والدولية، مبادرته ستضيفه الى الهاشمي والعيساوي والضاري وآل النجيفي ورموز بعثية داعشية قابعة خلف سلوكه السياسي ومبادراته المقلقة.

 ـ المعمم: لننتقل الى سؤال شخصي، ما رأيك ان تتزوج مسلمة تهديك الى طريق الأيمان؟؟.

ـ العلماني: وزوجتي المسلمة، تجمعنا معاً عائلة من اربعة اولاد؟؟.

ـ المعمم: تبقى على حالها، الشرع اجاز لك اربعة وانا انصحك الثانية.

ـ العلماني: كيف لي ان اشرعن خيانة عائلتي في بيتي، تلك من الكبائر التي استحق عليها الرجم، تعاملون النساء كمقتنيات او غير منقول تحت تصرف الشذوذ، لا اساءة لأقول لك ماذا تعني اربعة نساء تحت سقف واحد، تمارسون الحب كما تمارسه القطط في ليل شباط.

ـ المعمم: اتق الله انها شرائع سماوية وهذا إلحاد يفضي بك الى جهنم.

ـ العلماني: احترم العقل اكثر مما اخاف الشرائع، شرائعكم مات زمانها والحياة للأحياء، في كل يوم تعيدون قتل العراق ثم تستعيرون دموع التماسيح لتبكوه نفاقاً، من اين تعيشون وتعتاش عليكم اربعة عوائل ولا حرفة لكم غير التطفل على ارزاق الناس والمال العام.

ـ المعمم: ليس جميعنا وحتى اصابع اليد تختلف "ولو خليت قلبت".

ـ العلماني: اقرب الى جميعكم، افرغتموها وستنقلب عليكم، فضائح الأعوام الأخيرة كشفت مستوركم ولم تستثني واحداً، شربتم حليب الدولار وسيكلف فطامكم مجزرة.

ـ المعمم: مراجعنا تستنكر الفساد وتحاربه.

ـ العلماني: لا يوجد افتاء صريح ومن قال ان اصابعها لم تكن ملوثة بالدسم.

ـ المعمم: يا اخي المراجع صمام امان وحدة العراقيين.

ـ العلماني: انها تكسر الصمام لتتظاهر بأصلاحه، داعمة لعبث عمار الحكيم كأخطر زيتوني في عراق تدعونه جديداً  وتقف خلف مشروعه في تدويل العراق وليس بعيدة عن الفتنة التاريخية وما سرقت من ارواح العراقيين وسفكت من دمائهم وخلف كوارث الجوع والفقر والجهل وقانون العشائر لوأد الدولة العراقية.

ـ المعمم: تفكيرك هذا لايخدم مصلحتك ولا مستقبل عائلتك، كن شاطراً وتعلم من اين تؤكل الكتف خاصة والعراق غني بالثروات.

ـ العلماني: انا استاذ جامعي ومرتبي يكفيني وعائلتي ولا اريد ان اكون مثالاً فاسداً في المجتمع.

ـ المعمم: انت صديقي واريد منفعتك، تعال معي لنحضر صلاة الجمعة وخطبة سماحة السيد وسأوفر لك فرصة لمقابلة سماحته.

ـ العلماني: شرط ان يكشف لي وثائق ومستمسكات موثقة بتواريخ وتواقيع اصولية تثبت ان منقوله وغير منقوله استورثه عن اب جد ؟؟؟ .

ـ المعمم: ما دخلك بذلك، ما يملكه سماحة السيد موثق بعقود رسمية.

ـ العلماني: كم عمر العقود ..؟؟.

ـ المعمم: انها "مضبوطه" والتواريخ ليس اكثر مصداقية من القوانين والشهود والعقود الرسمية.

ـ العلماني: قبل الأحتلال كان سماحته يستأجر شقة بائسة في مدينة قم "من اين له كل هذا وذاك" ان لم يكن مسروقاً او مستولِ عليه..؟؟.

ـ المعمم: هذا كلام شخص ملحد لايثق بالمراجع العظام، هل تقنعني انك مؤمن..؟؟.

ـ العلماني: الأيديولوجيات الفاسدة افسدتكم في الصميم واصبحتم كيانات تكفيرية لاتقتنع ولا تقنع احداً.

ـ المعمم: ما رأيك؟ شابات سافرات يركبن الدراجات ويتجولن في شوارع بغداد، تلك من الكبائر التي ستعجل بظهور الأمام الغائب (ع) ليقطع دابر الأباحية.

ـ العلماني: ربما سيقطع دابر فسادكم، نعم سمعت وفرحت، انهن صوت الحرية وروح القيم وهن المجتمع بكل ما فيه من حميد، ما بالكم وشابات يختزلن الطريق والوقت للوصول الى مدارسهن واماكن عملهن، لقد سقطت ادمغتكم الى اسفلكم.

ـ المعمم: احترموا الشرائع السماوية وتقاليد المجتمع.

ـ العلماني: ما يغضب الله فسادكم، قيم السماء شمسها كواكبها فصولها مطرها وحياة الكائنات من عطائها، سرقتم فرح الناس وانتم عوق المجتمع وتدوير خرابه، قلنا سقط الزيتوني في حفرته فأنبعث معمماً من سراديب الشعوذات، اتركوا العراق للعراقيين  موحدين بعيداً عن دواعش النهي عن المنكر....

ـ المعمم: اسألك، هل انت حقاً مؤمن يؤدي شروط العبادة ويتجنب شرب الكحول..؟؟.

ـ العلماني: نعم انا مؤمن ولأسباب صحية تجنبت التدخين والكحول لكني اجالس اصدقائي ولا يفسدوا مزاجي ان شربوا شيئاً، ملتزمون بقيمهم الشخصية ومثلهم الأجتماعية صادقون في علاقاتهم ومع انفسهم.

ـ المعمم: لكن الله جل جلاله اشار في كتابه "من شم رائحة الخمر لايشم رائحة الجنة".

ـ العلماني: هل قرأت هكذا نص في القرآن الكريم..؟؟.

ـ المعمم: سمعته من سماحة السيد في خطبة الجمعة.

ـ العلماني: والسيد سمعه من آخر سمعه، كل عمركم مكلفين بقراءة كتاب واحد ومع ذلك تجهلون وتحرفون نصوصه.

 

في المثقف اليوم