أقلام حرة

محمد حسن الساعدي: التسوية الوطنية أربكت الموقف السني!!

مرت التسوية الوطنية بمرحلة سجال داخل الأوساط السياسية، وهو بحد ذاته شي مهم، سواءً على مستوى الدفاع عنها أو الهجوم، وفِي كل الأحوال يأتي بصالح التسوية، لانه يدخل في خانة الترويج والاعداد لها، من إيجاد فضاء سياسي وإعلامي لها، إذ أصبحت موضوع الأجواء السياسية في البلاد، لانها ستكون أنقاذ الجميع من حالة التصارع التي كانت سبباً في تشظي المواقف السياسية بين جميع الأطراف، وانهيار الثقة بين تلك الأطراف، لهذا فان هذه التسوية ليس فيها اي تنازلات من هذا الجانب أو تلك، بل تأتي وسط اقتدار وشجاعة عالية تبديها القوات الأمنية وبدعم مباشر من الحشد الشعبي في ضرب عصابات داعش وطردها خارج البلاد .

ما تشهده الساحة السياسية من سجال حاد حول موضوعة التسوية السياسية، لايعدو المرحلة الاولى في مراحل تطبيق المبادرة، وان المطروح الان هي مرحلة حسم صيغة الورقة، من حيث المفردات وصيغة المطالَب لجميع المكونات، إذ لم لم تدخل الأطراف السياسية في مرحلة التفاوض، وإيجاد الأسقف الزمنية، والتشريعات والقوانين اللازمة لتطبيقها، كما ان الأطراف الشيعية هي الاخرى غير مقتنعة بفحوى ومضمون هذه التسوية، اذ يقف البعض من أطراف التحالف الوطني موقف المتفرج منها أو يحاول ركوب موج إيجابياتها، والبراءة منها في حال تضررت مواقفه أو مصالحه، بل ان البعض من الأطراف تحاول ان تكون كالنعامة ووضع رأسها في التراب ازاء المبادرة، أو التشويش على مراحل تطبيقها، الامر الذي يربك المشهد السياسي عموماً، ويعرقل اي جهود تصب في تطبيقها .

المشهد السني أمسى ضبابياً ومشوشاً، خصوصاً بعد بروز لاعبين جدد، وظهور اللاعب "الخنجر" على مسرح اللعبة، وهذا ما أعطى زخماً كبيراً في رفضها من قبل السنة، وإيجاد الذرائع في الوقوف بوجه تطبيقها، لأنهم عدوه تهميشاً لهم، خصوصاً وأنهم متهمون من جمهورهم أصلاً بأنهم شيعة المالكي، وشيعة السلطة، وهذا بحد ذاته عدوه إنكار لموقفهم السياسي، وتجاوز على ممثلي السنة في البلاد، لهذا كان الموقف السني رافضاً للمبادرة، لهذا فان التسوية السياسية تحتاج الى تسوية في داخل المكونات، خصوصاً وان بعض الأطراف السنية ما زالت تعاني صراعاً سياسياً داخلياً، لهذا نرى ان حالة الصراع باتت واضحة بين تلك الأطراف، بعد الظروف التي سيطر فيها داعش على الحياة العامة في المدن السنية، كما ان الأطراف السنية الاخرى ينبغي لها حسم مطالبها، وعبور الخطوة الاولى من خطوات تطبيقها .

نعتقد ان التسوية تحتاج الى ارضية مناسبة لتطبيقها، من نخبة سياسيين قادرين على تجاوز الخلافات السياسية والمذهبية، ومد جسور الثقة بين جميع الأطراف والمكونات، والبدء فعلا بإعداد مؤتمر عام برعاية اممية، وبمشاركة إقليمية، لتكون ورقة التسوية هي حجر الزاوية في بناء الدولة، والانتهاء من الخلافات والصراعات التي أوقعت البلاد في فك التقسيم، وادخله في آتون حرب لا تنتهي، وتكون نهاية شعباً باكمله .

 

في المثقف اليوم