أقلام حرة

الوطن بين الدين والسياسة

 وحتى خطبة  صلاة الجمعة تملا على الخطيب قبل قراءتها ويكون مراقب من قبل الأجهزة الأمنية ويجب أن  تكون نهاية الخطبة دعاء ليحفظ القائد الضرورة من كل سوء وكأنه فرعون ثاني لعنه الله.

   وكان الحديث في السياسة من اخطر الأمور وأصعبها لأنها من الأمور التي تؤدي الى باب خرج ولم يعد لان السلطة تعتقد بان كل شئ سيا سي او غيره  ضدها لغرض الإطاحة بها وتغير النظام وطبعا ذلك من سابع المستحيلات في وقتها ولولا أمريكيا ودول التحالف لجثم الصنم على صدورنا إلى ابد الآبدين وجعلها مملكة لأحفاد أحفاده .

وطبعا في ذلك الزمان كل من يتجه إلى القبلة لغرض الصلاة فانه مراقب خوفا من يستجيب الله دعااءه ويموت الصنم .

ولكن التغير الذي حصل بعد سقوط الصنم بان الشعب استباح الحرية على مصراعيها واستغلها أسوء استغلال  وربما ليس الجميع. اعتقد الجميع ان الحرية هي ان تفعل ما تشاء بدون رقيب ولا حياء ولم يكن الضمير له اي دور في مراقبة النفس الامارة بالسوء .

 

 وطبعا كانت هناك أحزاب متشكلة في المنفى وربما لديها بعض الخلايا نائمة داخل أسوار الوطن, كنا نتأمل في هذه الأحزاب وغيرها التي تشكلت بعد السقوط خيرا ولكن للأسف كان أملنا ليس في محله لان هذه الأحزاب هما الوحيد الوصول الى سلم السلطة وبشتى الوسائل الشرعية وغير الشرعية ومن المؤكد أن القسم الأغلب من هذه الأحزاب كان يأخذ الطابع الديني ويرتدي العمامة وعلى مختلف ألوانها وإشكالها ومن الطائفتين .

 

وطبعا هذه الأحزاب أساءت الى الدين الإسلامي وبشكل لا يقبل الشك و لا النقاش وليس فقط الأحزاب الدينية هي التي أساءت وإنما الأحزاب الأخرى أساءت إلى العراق  وخصوصا التي تشكلت بعد سقوط الصنم  لأنها أحزاب بعيدة عن السياسة قريبة من المال  وتسعى الى كرسي الحكم .

 

لابد هنا ان نذكر وبعيدا عن الطائفية بأنه قبل السقوط برزت ظاهرة بناء الجوامع وبشكل ملفت للنظر مع ان أعداد المصلين بدأت بالتناقص وبعد السقوط برزت ظاهرة أخرى وهي بناء الحسينيات واغلب مواد البناء والاموال مسروقة (حواسم) لأفرق بين الاثنين الاولى لغرض التهرب من دفع الضرائب والثانية لتحليل الحرام ؟؟؟؟؟

 

ولابد ان نذكر هنا انه ماعدا شهر رمضان انه المصلين عددهم اقل من عدد الجوامع والحسينيات  وبروز ظاهرة السياسيين وهم بالاحرى اكثر من المصلين لان السياسة تؤدي الى السلطة  والجاه والمكانة الاجتماعية  وهذا يعني هناك فرصة لجني الاموال, ولو ان اغلب السياسين لاتفوتهم اي فريضة من فرائض الاسلام .

 

الحقيقة يجب ان تذكر ان كل شئ تغير ولكن كل فهمه على هواه ومزاجه دون رقيب  ولم يكن استغلالنا لهذا التغير في محله فبدلا من النهوض بالوطن الى الأحسن وبناءه حملنا بيدنا الفاس وبدينا بتحطيمه وتقسميه فيما بينا على  أقسام ولم تكن متساوية بالطبع كل حسب قوته وعدد ازلامه الذين لايتوانون عن فعل اي شئ من اجل حفنة من الدولارات قتل ,تهجير ,سلب ,وبشتى الطرق  والوسائل .

 

الصحافة والاعلام اخذت دورا اكبر من ذي قبل وبحرية لاتضاهيها اي حرية فقد راينا كيف اصبحت الصحف والمجلات باعداد كثيرة جدا وكذلك القنوات الفضائية والإذاعية، ولكنها للاسف لم تاخذ دورها  الكامل  في عملية بناء الوطن وتوعية المجتمع  بشكل صحيح وانما اخذت هذه القنوات والاذاعات والصحف تدافع وتنشر مايمليه عليها اتجاهها السياسي والديني وافكاره ونهجه سواء كان صحيح وغير صحيح .

 

متى ياخذ كل دوره دون التدخل في مجال غير مجاله فللدين رجال مثلما للاقتصاد والعلوم الاخرى فليأخذ رجال الدين دورهم دون التطرق الى المسائل الطائفية  والتحريضية وإثارتها وكل حسب هواه وما تملي عليه جهات خارجية وعدم التملق لرجال يعتبرون أنفسهم سياسيين

 

ولياخذ رجال السياسة دورهم الامثل لخدمة الوطن المنكوب وليس لخدمة انفسهم وتوزيع المنافع فيما بينهم  وكانها فرصة يستغلونها قبل فوات الاوان .

 

فلنضع الوطن في حدقات عيوننا بعيدا عن كل شئ فاننا لابد ان نموت يوما ولكنه خالد الى ان يشاء الله.

 

[email protected]

   

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1068  الخميس 04/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم