أقلام حرة

ما لعلاقة بين ما يحدث في طرابلس وما يحدث في أمريكا؟

ما سر هذه التحركات الأخيرة للمليشيات في طرابلس؟ وهذا الهلع والهرج والمرج الذي يأخذ شكلا مأساويا للأسف، ويرهق كالعادة البلاد والعباد.ما سبب هذه الربكة وضجيج التشكيلات المنفلتة واشتداد المواجهات فيما بينها؟.. وأيضاً فقد هرعت بعض هذه المليشيات لمحاولة خلع صفتها المليشياوية، وإنضم بعض من قادتها، والذين يحمل أغلبهم أسماء وألقاب حركية مضحكة مبكية ؛ كالحنكورة والنحلة والبرديلو والرانديلا والمعزة والمقص وطمطم والشيتا وشريخان، إنضموا إلى الحرس الوطني تحت إمرة حكومة الأنقاض "الإنقاذ"؛ وأيضاً في المقابل إنضمت بعض هذه الكائنات اﻷخرى إلى مايسمى بالحرس الرئاسي لحكومة "اللاوفاق" الموؤدة... حيث قامت حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، بإعلان إنشاء ما سمي بالحرس الوطني، والذي يرى فيه أغلب المهتمين بالشأن الليبي، جهازاً غير شرعي نبت من العدم اللاشرعي ... فماعلاقة كل هذه المستجدات، بمشروع القانون الأمريكي؟ والذي يعتبر جماعات الإخوان المسلمين الليبية بكل تنظيماتها وتكويناتها وفروعها جماعات إرهابية،ويعتبر مشروع القانون جماعة "فجر ليبيا" و"مجلس شورى ثوار بنغازي "، وأنصار الشريعة فروعا للإخوان؛ الأمر الذي يعد إعترافا ضمنياً بالجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير"خليفة حفتر" وبإنجازاته في مكافحة الإرهاب والمتمثل في الجماعات المذكورة في هذا القانون، وأيضاً ينطبق الإعتراف ضمنياً على قوات البنيان المرصوص، وبدورها في تحرير سرت من تنظيم" داعش"، والذي إنضوي تحته بعض من أنصار الشريعة الذين بايعوه وإنضموا له..  ولكن أيضاً مالجدوى من هذا القانون عندما تتحول هذه المليشيات المشبوهة الى الحرس الوطني بقيادة حكومة "الغويل"، أو الحرس الرئاسي بقيادة"السراج"؟ .. فكأنك يابوزيد ماغزيت، فمالأمر بذلك إلا مجرد إعادة تدوير للمليشيات، وسوف تصبح هذه الكيانات موازية للحيش الليبي، المنتشر في باقي أنحاء البلاد، والنتيجة هي صدامات متوقعة، سواءاً ضد بعضها البعض أو في مواجهة الجيش، وبالتالي مزيداً من التشظي والانقسام، وتتفاقم الأزمة ولاتزيد إلا تعقيداً وتشابكا، واﻷمر الآخر هو أن "الجيش الوطني الليبي" يتركز بشكل أكبر في المنطقة الشرقية، رغم إنتشاره على نحو خجول في بعض المناطق اﻷخرى من ليبيا، ويكاد هذا الجيش أن يحرر المنطقة الشرقية بكاملها، وشيئا فشيئا سوف يخلق هذا الوضع واقعا مغايرا في المنطقة الشرقية، مع إستمرار جمود أﻷوضاع في طرابلس والمنطقة الغربية، رغم أن هذا الجيش يحظى واقعياً بتأييد غالبية الشعب الليبي، وإن كممت اﻷفواه وقيدت الإرادات. ..ولو  صدقت نوايا المجتمع الدولي، خصوصاً بعد الصدور المتوقع للقانون الأمريكي، فإن التنظيمات ذات النوازع المتطرفة، ستحشر في الزاوية، ومن ثم سوف يكون الطريق سالكا ﻹلتقاء اﻷطراف ذات التوجهات الوطنية، ويصبح هناك طرفان متواجهان، وحينئذ سوف يسهل حسم المعركة، بدلا من هذه الصراعات التي نشهدها اﻵن، والتي تتداخل وتتشابك فيها النوازع واﻷهداف من النزاع، مابين حرب على اﻹ رهاب، والحرب الأهلية، وصراع تصفية الحسابات.

 

 د.ابوبكر خليفة أبوبكر

في المثقف اليوم