أقلام حرة

دور نشر أَمْ دور احتيال ونصب؟

بكل وضوح وصراحة نقول: ان عنوان مقالنا التساؤلي والشكوكي هذا ينطلق من جملة من الاحداث والحقائق والاسباب التي تصل حد اللوعة والمرارة ازاء دور النشر واصحابها من ناشري آخر زمن . 

 وقبل الولوج في جوهر حقيقة ووضع  (البعض) من دور النشر والناشرين، فيمكننا الاشارة الى ظاهرة لافتة للانتباه ألا وهي تناسل ما يسمى بدور النشر في عالمنا العربي، حيث ان هذه الدور صارت تفرّخ كل يوم وفي كل مكان كما هي مطاعم المأكولات والسندويشات السريعة ومخازن وبوتيكات الملابس الفاقعة .

ان هذين التناسل والتفريخ العجيبين لهذه الدور يدعوننا للتساؤل بما يُشبه الدهشة والاستغراب : هل حقاً ان طباعة وصناعة الكتاب العربي مازالت تلقى كل هذا الرواج والتلقّي والغواية لدى عموم الادباء والكتاب اولاً ؟ وتلقاها -ثانياً- عند القراء والمتلقين العرب في زمن المعلوماتية والميديا ومواقع التواصل الاجتماعي التي ارى انها اصبحت تستحوذ على وقت اغلبية البشر في عالمنا الغرائبي ؟

نعود الى الاسباب والحيثيات والاوجاع التي دعتنا الى طرح تساؤلنا وتدوين عنوان مقالنا هذا، وسنطرح بعضها هنا مستندين الى ماحدث لنا شخصياً مع هذا (البعض) من دور النشر وكذلك ماحدث مع عدد من اصدقائنا وزملائنا الادباء والكتاب الذين كانوا يريدون طباعة كتبهم بمختلف تخصصاتهم الادبية والفكرية والفنية والسياسية وغيرها .

ويمكننا ان نجمل بعض تلك الاسباب والوقائع بالنقاط التالية :

اولاً- غياب مصداقية (البعض) من اصحاب دور النشر في معظم تفاصيل عملية صناعة الكتب من ناحية نوع وجودة ورق طباعة الكتب واحبارها وتصميمها وتنفيذها .

ثانياً:عدم صدقهم في حقيقة كمية وعدد النسخ التي يطبعونها من الكتب،حيث ان المؤلفين على سبيل المثال لاالحصر يتفقون معهم على طباعة كمية من كتبهم كأن تكون (500) نسخة وربّما أكثر، ولكنَّ هؤلاء الناشرين لايطبعون في الحقيقة سوى كميات محدودة وبعدها يقومون بتقطير ارسال الكتب لمؤلفيها وذلك بارسال كميات قليلة من نسخ تلك الكتب .وعندما يطالبهم مؤلفو الكتب بالكمية المتفق على طباعتها، فانهم يتحججون بعشرات الذرائع التي تبدأ بارتفاع كلف الشحن ولا تنتهي بتدهور الاوضاع الاقتصادية في بلدانهم .

ثالثاً : وهذا هو الادهى ان (البعض) من هؤلاء الناشرين لديهم كامل الاستعداد والوقاحة والاستهتار وغياب الضمير للنصب والاحتيال على الادباء والكتاب وذلك من خلال استخدامهم لوسائل وطرق وحيل ومغريات شيطانية يسوّقونها ويصورونها على انها حقائق ودساتير مصداقية وثقة، ولكن -للاسف - قد اثبتت التجارب انها محض اكاذيب وطرائق نصب واحتيال .

 اننا ندعو جميع الاتحادات والنقابات والجمعيات المتخصصة بكل ماله علاقة بدور النشر والناشرين وكذلك بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة الى سَن ووضع القوانين الحازمة التي تنظم عمل دور النشر والناشرين، وكذلك الوقوف الى جانب الادباء والكتاب والمؤلفين وحماية حقوقهم من  (البعض) من الناشرين النصابين والمحتالين .         

 

سعد جاسم

 

 

 

 

في المثقف اليوم