أقلام حرة

إطلاق السجناء والمصالحة الليبية الشاملة

abobakir khalifaشكل تعيين السيد "محمد بلقاسم الزوي" كمستشار لرئيس مجلس النواب الليبي "عقيلة صالح" لشؤون المغرب العربي أحد أبرز اﻷحداث في ليبيا في مستهل سنة 2017، فلقد مثل هذا الحدث زلزالا سياسياً مازالت إرتداداته تذوي حتى الساعة، وهو أحد أبرز الوجوه في النظام السابق، والذي ظل وفيا للزعيم الراحل " معمر القذافي" ونظامه حتى اللحظة الأخيرة،السيد "محمد بلقاسم الزوي" كان قد شغل مناصب مهمة كأمين اللجنة الشعبية العامة للعدل"وزير العدل"، وأمين مؤتمر الشعب العام"رئيس البرلمان"، وسفير ليبيا في المملكة المغربية، وهو شخصية ذات كاريزما خاصة، يجمع بين عمق الثقافة، والنخوة والشهامة البدوية،  وهو أحد أعيان منطقة"وادي الشاطئ" وقبيلة "الزوية" الليبية المعروفة، وهي أحد أكبر القبائل الليبية؛ في كتاب "أشخاص حول القذافي" حين جاء مؤلف هذا الكتاب الأستاذ" عبدالرحمن شلقم" على ذكر السيد "محمد بلقاسم الزوي" قرأه بطريقة مختلفة، فرغم أنه ظل وفيا للنظام السابق حتى اللحظة الأخيرة، إلا أن السيد" محمد بلقاسم الزوي "وبالعودة الى ماقبل مايسمى بثورة سبتمبر عام 1969، عندما جاء إليه "معمر القذافي" ليقنعه باﻹنضمام إلى هذه الثورة رفض  محمد بلقاسم الزوي في البداية، وكانت حجته آنذاك أن ليبيا ليست بحاجة الى ثورة، وبأن "النظام الملكي "يتجه نحو الإصلاح، وإنضم الى "معمر القذافي"بعد ذلك، وإنخرط في نظامه وظل مندمجا به حتى النهاية. ..والسيد "محمد بلقاسم الزوي " هو أحد سجناء مابعد إنتفاضة 17 فبراير، والذي تم الإفراج عنه منذ فترة ليست بالبعيدة، ومن "وجهة نظرنا، تعتبر هذه الخطوة قبس ضوء في درب المصالحة الليبية العميقة والشاملة،  وكذلك الحال بالنسبة ﻹطلاق سراح سجناء آخرين مثل الدكتور "محمد أحمد الشريف" رئيس جمعية الدعوة الإسلامية السابق، وبعضا من مشائخ الدين المحسوبين على النظام السابق وغيرهم ..ومما لاشك  فيه إن إطلاق سراح السجناء يجب أن يكون أحد أسس "المصالحة العميقة والشاملة في ليبيا"، هؤلاء السجناء والذين يعدون بالآلاف،ويقبعون في سجون تتبع للمليشيات، ومن بين هؤلاء السجناء من يمثلون "مفاتيحا مهمة وواوزنة" لتحقيق المصالحة المنشودة "من وجهة نظرنا"؛ نذكر من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: السيد "أبوزيد دوردة" وهو يمثل رمزية كبيرة في غرب ليبيا بل في  أغلب ليبيا، الرجل القوي في العهد السابق، وخاصة في "مخابرات النظام السابق"، والذي وإن كان يحسب تماماً على النظام السابق، إلا أن له مواقف عديدة مشهودة، يذكرها الشعب وباﻹمكان أن يكون له خطوة توفيق في درب المصالحة الليبية المأمولة ....أيضاً نذكر رجل المخابرات القوي والقبضة الأمنية لمعمر القذافي"عبدالله السنوسي"، والذي ينتسب إلى قبيلة "المقارحة" في الجنوب الليبي،  وصنفته مؤخراً إحدى "الصحف العالمية" كأحد أهم رجال المخابرات في العالم، ومما لاشك فيه أنه أيضاً يعتبر مفتاحاً مهما، يمكن أن يكون له دور في إتخاذ خطوة كبيرة نحو تحقيق المصالحة.. أيضاً السيد "البغدادي المحمودي" من المنطقة الغربية في ليبيا،  وأمين اللجنة الشعبية العامة" رئيس الوزراء" في العهد السابق،  وهو أحد أهم السجناء ومن المفاتيح المهمة،  لفتح باب كبير نحو المصالحة ... وختاماً في نظرنا فإن الإتجاه نحو تحقيق المصالحة يجب أن يتضمن العفو والتسامح وفتح صفحة جديدة، جنبا الى جنب مع تفعيل العدالة الإنتقالية، بما تتضمنه من جبر الضرر وإنصاف المتضررين، وعودة المهجرين والنازحين، ويمثل قانون " العفو العام " أحد الآليات المهمة في هذا الشأن، ومنارة ضوء في درب المصالحة العميقة والشاملة. ...

 

  د. أبوبكر خليفة أبوبكر.                                             

في المثقف اليوم