أقلام حرة

الجلبي .. ذلك الرقم المنسي

اسقاط نظام صدام حسين ونقل العراق من دولة يحكمها الطاغية الى دولة تنعم بوضع جديد جوهره الحرية والديمقراطية، رغم الكثير من السلبيات ...

 

2- ولايختلف اثنان بان الدكتور الجلبي كان مقاتلا شرسا ضد الطاغية وقد نزل الى ساحة القتال الفعلية ولم يركن الى مقرات آمنة ومحمية ليمارس نضالا صوتيا من هناك .. فقد زار العوائل المهجرة في مناطقها وهي من اخطر المناطق ليؤازرها ويحل مشاكلها رغم عدم حصوله على شيء في الانتخابات البرلمانية والبلدية..

 

3- ولاتستطيع بعض القوى السياسية من الاسلام السياسي ان تنكر فضل الجلبي عليها عندما استطاع اقناع البيت الابيض بان هذه القوى وشخصيات معينة منها بالذات بريئة من تهمة الارهاب ..

 

4- ولاينكر احد بان الدكتور احمد عبد الهادي الجلبي لم يطالب بمنصب او يطرح نفسه قائدا او محررا .. ولم يتظاهر بكلمات منمقة وهي خالية المعنى بالتحليل الاخير .. ولم يشتط لحد هذه اللحظة بمصطلحات وهمية ولم يقع في تناقضات ملأت خطابات البعض ، ومفارقات سودت صحائف الخطاب السياسي ..

 

5- ولم ينكر احد ان الدكتور الجلبي كان سباقا لدعم اي مسؤول كبير في الدولة حتى وان خالفه ايديولوجيا ...

 

6- والكل يعلم ان احمد الجلبي لم يسكن المنطقة الخضراء وانه يتجول في ساحات العراق بمعية حماية بسيطة وقد تعرض اكثر من غيره لاكثر من محاولة اغتيال وقد تكون البساطة في الحماية من الاسباب لذلك.. بينما الاخرون محاطون بكم هائل من الحمايات وبعضهم اوصاه بوش بان تكون له قوة خاصة به ...

 

7- والجلبي عدو لدود للبعثيين ممن تلطخت ايديهم بالدماء .. لم يتملقهم يوما ولم يمد يده اليهم في الكواليس ولم يرسل المبعوثين السريين والعلنيين لملاقاتهم واستمالتهم على حساب دماء الشهداء والفقراء والمظلومين ..

 

8- ويكفي الجلبي فخرا ان النظام الاقليمي العربي الذي يكره العراق (بجناحه الثوري) وجناحه المحافظ.. يكن عداءا جذريا له ولخطه وعمله...

 

9- نحن لاندعي ان الدكتور الجلبي بريء من الاخطاء .. بل ارتكب اخطاءا فاحشة ومن اخطائه انه لم يثبت على مشروع محدد .. ومنها ايضا انه رضى لنفسه ان يقرن بمن هم دون مستواه فكريا وسياسيا ونضاليا .. ومن اخطائه انه لم يستفد من نظرائه الحقيقيين الذين هم التكنوقراط والمثقفون واصحاب المصارف وحملة الشهادات العليا ولكن بين هذا وذاك يبقى الرجل صاحب فضل كبير على هذا الشعب شئنا ام ابينا ..

 

والعدل اساس الملك، والانصاف سمة الأنبياء والصالحين.

10- ان الجلبي رقم مظلوم واول من ظلمه اولئك الذين رفع اسماءهم من قائمة الارهاب في البيت الابيض واولئك الذين حررهم من اقبية المقرات المظلمة ونقلهم الى المنطقة الخضراء .. اولئك الذين كانوا يقولون (نعم) لارذل رجل من رجال المخابرات ونقلهم الى مصاف السياسيين وصناع القرار السياسي ..

 

كما لايمكن ان ننسى الدعايات المسمومة والتي احترفها الاسلام السياسي بشكل فائق المهارة لتشويه سمعة هذا الرجل فيما اليوم هو العدو المتقدم لامريكا وهم يجالسون المخابرات الامريكية بالغرف المظلمة حيث يتهامس بعضهم ضد بعض في اذان الامريكيين ..

 

واخيرا نقول ان الدنيا حبلها قصير والحقائق اخذت تتجلى يوما بعد يوم وسوف يكشف التاريخ القريب بين الذي كان يتهم على انه عميل امريكي وبين الذي اشتهر عنه انه عدو لدود للشيطان الاكبر.. وتظهر فضائح يهتز لها العراق كله .. وما على الجلبي الا الاستمرار على ثباته وعنفوانه وحيويته .. فلا يصح الا الصحيح... وان كنا نختلف معه كثيرا وكثيرا وكثيرا ..

والضمير الحي من وراء القصد ...

 

ناهدة التميمي وغالب حسن الشابندر

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1068  الخميس 04/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم