أقلام حرة

لأول مرة في العالم العربي الشعر الآذري التركي بالعربية ..

1041 sonaصدور ترجمة عربية لديوان الشاعرة الاذربيجانية "د. صونا ولي" في بغداد ..

صدر حديثا عن “مطبعة الثقلين في النجف الاشرف” ديوان الشاعرة الآذرية د. صونا ولي ييوا بـعنوان (رباه قد اتيتك) الديوان يقع في 252صفحة من القطع المتوسط  من ترجمة الشاعر العراقي صادق البشيري .

ويعد هذا العمل اول محاولة لترجمة ديوان شعر تركي باللهجة الاذربيجانية الى اللغة العربية، ولعلها الاطلالة الاولى للشعر الآذري على العالم العربي، الذي لم يحالفه الحظ بالانتشار في العالم العربي، مثلما حظي به نظيره التركي .

الشاعرة الآذرية د. صونا ولي التي ضم ديوانها المترجم اكثر من مائة قصيدة، حائزة على شهادة دكتوراه في الفلسفة و تشغل حاليا مديرة مركز كاسپي في العصمة الاذربيجانية "باكو" وهي متعددة المواهب والاهتمامات : صحافية ومؤلفة وكاتبة عمود معروفة في الصحافة الأذربيجانية وناقدة أدبية بالإضافة الى كونها شاعرة مبدعة.

اشهر مؤلفاتها باللغة التركية الآذرية والتي لقيت إقبالا طيبا وسط القراء وهواة الأدب التركي. (الأيديولوجية القومية والادبية لأذربيجان - دراسة علمية ثابتة) و(تطور الحركات القومية والوطنية والايديولوجية الآذرية في عهد جمهورية الشعب)-2003-،و(عالمي الوردي)-2007، للشاعرة ايضا كتابين (دعالار وسيوكيلر) و(آراز بارى) سبق وان قام الأديب اكبر علي يار بترجمتها الى اللغة الفارسية...فيما ذاع صيت نتاجها(توركون كليشي) في الاوساط الادبية التركية بشكل واسع .

اما المترجم صادق البشيري ..فهو شاعر ومقدم برامج ثقافية في القناة العراقية التركمانية، ويتقن اللغات الشرقية (العربية والتركية والفارسية ) وقد سبق له وان اصدر ديوانين باللغة التركية فيما ينتظر طبع ديوانه الثالث لقصائده التي كتبها باللغات الثلاث من 700 صفحة ..

بادرة ادبية طيبة للمترجم البشيري التي تعد الاولى من نوعها في العالم العربي، ومن شأنها اتاحة الفرصة للقارئ العربي والعراقي خاصة، للإطلالة على الشعر التركي الآذري من خلال عوالم الشاعرة الآذرية المعروفة د. صونا ولي، التي ستكون سعيدة بديوانها المطبوع هذا، والذي لطالما كان جزءا من طموحاتها الشخصية بأن تكون مجموعاتها الشعرية يوما ما في متناول القارئ العربي للمشتركات الانسانية الكبيرة بين الشعبين الصديقين (كما يقول المترجم في مقدمة الكتاب) .

(رباه قد اتيتك) ديوان شعري نتمناه ان يكون جسرا للتواصل بين الشعبين الصديقين، في وقت كانت وما زالت فيه مدينة كربلاء المقدسة تحتضن جثمان الشاعر والفيلسوف العراقي الكبير(محمد فضولي البغدادي) منذ اكثر من خمسة قرون والذي يعتبره الشعب الآذربيجاني الصديق من ابرز رموزه الادبية والفلسفية والفكرية، حيث تنتشر تماثيله ونصبه في ساحات وشوارع باكو العاصمة بشكل لافت، وقدمت بحقه اكثر من (500) رسالة دكتوراه وعشرات الكتب والمؤلفات وسبق للعلامة الراحل د. حسين على محفوظ ان فاز بحثه عن فضولي البغدادي (كاول اكاديمي عراقي) حضر وشارك في احتفالية مرور 500 عام على ولادته في عام 1959التي اقيمت في باكو العاصمة، في حين يجهله الكثير من العرب والعراقيين للأسف على الرغم من انه كتب وابدع بالعربية والتركية والفارسية .. فهل ستكون صونا ولي جسرا جديدا للتواصل الانساني والادبي بين شعبينا الصديقين ؟

 

زاهد البياتي – كاتب وباحث

 

في المثقف اليوم