أقلام حرة

هـل أنتهـى دور داعش في المنطقـة؟!!

الملاحظ بعد أن أعلان الإدارة الأمريكية قيامها بضربات جوية إلى مواقع تواجد عصابات "داعش" الإرهابية بدأ نفوذ هذه العصابات يتراجع، وبدأت تنكفأ على نفسها أو فتحت جبهات أخرى لها للتخفيف من الخسائر التي تتعرض لها في جنوب الموصل، لهذا من الملاحظ جداً أن هذه العصابات صنعت في الخارج لتكون اداة تنفيذ خارطة الطريق للمنطقة، وتقويض حركة القاعدة من جهة أخرى، وهذا بالفعل ما حصل من تراجع واضح للقاعدة في سوريا والعراق أمام هذه العصابة المنظمة تنظيماً دولياً عالياً .   

ما نشهده اليوم من وضع خطير وحساس، يختلف عن التوصيفات السابقة حيث يقف بلدنا اليوم أمام مفترق طرق، فأما إلى الأمان، وإما إلى مجاهيل خطيرة، كما تداعيات تحرير ما تبقى من مدينة الموصل وتحديداً بجانبها الايمن تمت قراءته بعدة تحليلات ولكنها لم تخرج بنتائج محسومة، ولكن الحديث الأهم اليوم ليس هو عن الأسباب وإنما عن طرق مواجهة هذه التداعيات .

يوجد أمامنا مساران:

الأول: المسار الأمني .

الثاني: المسار السياسي .

الأول يعني أيجاد انتصار حاسم على قوى الإرهاب وطرد فلول داعش من المناطق المتبقية التي احتلتها بما يعزز هيبة الدولة ويعزز كرامة الجيش العراقي .

فيما يشير المسار الثاني إلى أهمية اعتماد خارطة  طريق يتفق عليها الفرقاء السياسيون وفي إطار الأسقف الدستورية المعلنة لخطوات ايجاد تسوية سياسية تكون حلاً لجميع المشاكل العالقة، إذ لا شك أن هناك تحديات كبيرة أمام هذين المسارين (الأمني والسياسي)، ومن المهم تماماً تركيز الجهد المتواصل لحلحلة التحديات الماثلة أمامهما .

أن خيار التعايش السلمي هو الخيار الذي يحفظ العراق شعباً وأرضاً ومستقبلاً .

لهذا على الفرقاء السياسيين ضرورة الذهاب إلى البرلمان، وإيجاد التفاهمات اللازمة من اجل الانتهاء من تشريع القوانين اللازمة بدون المساس بالأسقف الزمنية، مع ضرورة تعزيز وحفظ معنويات الجيش العراقي والقوى الامنية والحشد الشعبي ، وتشجيع عوامل الدعم المختلفة، وتقوية فرص المحافظات وإعطائها (الصلاحيات) المناسبة والكفيلة بالنهوض بالواقع الخدمي والصحي والاقتصادي لها.

التهدئة وتجّنب كل ما من شأنه تضعيف الروح الوطنية أو أثارة النعرات الطائفية، ورفع معنويات الشعب، ومكافحة الإشاعات والأراجيف، وتجنّب نشر الأخبار الكاذبة والتي يقوم ببثها الطابور الخامس في تفتيت عرى وأواصر المجتمع العراقي المتجانس، وضرورة الاهتمام بالنازحين من المحافظات التي دخلتها عصابات داعش الإرهابية .

هذه الإجراءات أن تحققت فهي تعطينا زخماً ودعماً في الوقوف بوجه الإرهاب الداعشي، وتقويض حركته وانتشاره، والذي بدأ يقل بفعل الضربات الجوية القوية لطيران الجيش العراقي، سلاح الجو الأمريكي، ومثل هذه الضربات تنقل المعركة من مرحلة الدفاع لجيشنا وقواتنا الأمنية إلى مرحلة الهجوم وإيقاع اكبر الخسائر في صفوفه، لتعود مدننا الأسيرة إلى حضن وطنها الأم.

 

محــــمد حسن الساعدي

 

في المثقف اليوم