أقلام حرة

ياقنوات العهر العربي: دعوا العراقيين وشأنهم

karim almudafarقال رسولنا الكريم محمد (ص) "لان تهدم حجرة الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من أن يراق دم أمرىء مسلم"، استشهد بهذه الكلمات لرسول المحبة والسلام حتى لا يخرج علينا بعد هذا المقال من يزايد على انسانيتنا وتعاطفنا مع الناس الابرياء الذين يقعون ضحية اعمال اجرامية، لا يد لهم فيها او يكون ضحية ماجنته ايديهم، ورفضنا القاطع لأي ممارسات إجرامية، لأن الله وحده من يحاسب الانسان على أعماله .

 إعلان العراق الانتصاره الكبير في مدينة الموصل على (دولة الخرافة) التي نسجت في مخيتلها اقامة الدولة المزعومة على ارض الانبياء، أغاض قنوات العهر العربي هذا الانتصار العراقي، وخاصة تلك التي تمتلك قدرات مالية واساليب خبيثة، ليخرجوا علينا هذه المرة بشريط فيديو يزعم قيام عسكريين عراقييين (حتى هذه اللحظة لم يتأكد من صحة الشخصيات الموجودة في الشريط، هل هم عسكريين أم عناصر الحشد الشعبي، أم من عناصر داعش المنتحلين صفة هذه الفئة او تلك كعادتها، خصوصا وإن هذا الاسلوب الذي أعدم فيه الشخصين ورميهم من اعالي المباني هو ذات الاسلوب الداعشي الاجرامي الذي نشاهده منذ أن ظهرت دولة الخرافة، اضافة الى اساليب أكثر وحشية ودموية)، وراحت ومعها جملة من أشباه المثقفين الباحثين عن الشهرة والمال وراحة البال فضلا عن الرغبة في اشباع النزوات وتعويض النقص، والمحسوبين على المحللين او مدراء مراكز دراسات وهمية (مراكز آخر زمان)، في نسج فرضيات لتوقع نفسها في فخ الوهم، والتضليل، والكذب، والابتعاد عن الشفافية، والحقيقة، والوعي، وتحوير الوقائع، ومحاولة تحويل هذا النصر إلى انتصار وهمي، وباتت مهمتها الأساسية محصورة في اتباع مختلف أساليب الضغط النفسي والسلوكي والعنف الرمزي (كالتطبيل والتزمير..) للتأثير على مشاعر وعواطف وعقول الناس، وتسهيل عملية انقيادهم الأعمى وراء الاتجاهات والمسارات التي يريدها لهم هذا الموقع أو ذاك .

المشهد الحالي ليس بغريبا على العراقيين، وقد رايناه في مدن سابقة محررة عديدة كتكريت وبيجي والرمادي والفلوجة وغيرها من المدن العراقية، حيث عمد المغرضون من المتصيدين في الماء العكر إلى تعكير أجواء الفرح بالانتصارات والتركيز على هفوات تحدث في أبسط المعارك، فكيف ومعارك الموصل، والتي كانت بحق ملاحم بطولية تنسب للعراقيين وحدهم، لذلك فإنه ليس غريبا أن يكون الحشد الشعبي والجيش العراق وكل القطعات و الجهات الأمنية والمتطوعين من العشائر التي شاركت في إنجاز النصر الكبير هدفا للمغرضين وزارعي الفتنة لسرقة فرحة النصر من شفاه العراقيين الذين قلما فرحوا في هذا العصر .

وفي الوقت الذي يتسابق فيه (المرتزقة) من اشباه المحليين السياسيين والاعلاميين، نحب أن نذكر بما قام به عناصر (داعش) من قبل، ونفذوا أبشع الجرائم وخصوصا في الموصل وإعدام الأبرياء من المدنيين من ضحايا سبايكر والصقلاوية، وضحايا التفجيرات الإجرامية في كل أنحاء العراق، وتفجير مراقد الأنبياء و المرسلين والأئمة والأولياء والصالحين، وقتل رجال الدين في أي مدينة يحلون فيها، وكذلك ابناء العشائر الرافضة لوجودهم ومنهم المئات من عشيرة البو نمر في محافظة الانبار، أو تعليق الجندي مصطفى العذاري أحد أفراد الجيش العراقي على جسر الفلوجة، ومشاهد إجرامية عديدة يصعب حصرها، أرتكبها هذا التنظيم حتى ضد المرأة العراقية في الموصل من قتل وتشريد وأغتصاب أو حالات الزواج القسري لعناصر (داعش) أو الاتجار بهن، ولم يسلم الاطفال من بطشهم وجرائمهم ومنها مقتل 13 طفلا في الموصل جريمتهم مشاهدة مباراة لكرة القدم، كل هذه الجرائم وغيرها لن تحرك من (قنوات العهر العربي) أو ضمير مرتزقتها قيد شعرة، ولم يعرق جبينهم وهم يدافعون عن زمرة ظالة إتخذوا من الاسلام شعارا لهم (وهم بعيدون كل البعد عن الإسلام)، ولم نر هذه القنوات وازلامها ولا حتى منظمة (هيومن رايت ووتش) التي يتشدقون بها، كيف يذبح أبناء العراق كذبح الشاة، أوالذين سقطوا ضحايا تفجيرات هنا وهناك، حتى ليلة العيد وجل ضحاياها من الاطفال والنساء والكسبة، وقائمة القتل واساليبه تطول، حتى أنها لا تكفي لكتابتها وتوثيقها مجلدات عديدة .

 تجارب السنوات السابقة أثبتت أن هذه الشخصيات ومن وراءها هذه وسائل الاعلام (قنوات العهر الاعلامي) تتباكى بدموع التماسيح على الشعب العراقي وتحاول وبشتى الوسائل الأعلامية المسمومة المناطة بها على تقويض أي إنتصار يحققه العراق، وزعزعة الثقة بين المواطن والحكومة، وخلق صراعات طائفية بين أطياف الشعب العراق، وممارسة الإرهاب بعينه عليه علانية بدون سلاح ولا متفجرات، وإنما بأقلام مريضة واصوات مبحوحة التي صبت وتصب جام غضبها بلا روية على شعبنا الجريح، وكشفت عن مكنونات صدورها بحمق، وتشجع العمليات الإرهابية، واستخدام أفضل طريقة للخداع وتضليل الإنسان العربي والإسلامي عبر وسائل الاعلام المختلفة لقتل العراقيين بحجة محاربة الارهاب .

وخلاصة القول ندعوا اولئك الذين سكنوا الفنادق، والذين يعتاشون على بقايا طعام اسيادهم، و(قنوات العهر العربي) الى عدم محاولة خلط الاوراق، فالعراقيون باتوا يعرفون كل شيء، وعرفوا المشهد السياسي واطرافه، وجرائمه، وعرفوا من سلم الموصل الى (داعش) دون قتال، حتى وإن لم يقدم أي منهم الى القضاء، وأن أهل الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى عرفوا أيضا من حرر مدنهم، وأعاد لهم وللعراقيين كرامتهم، أما أصواتكم فقريبا سيتم لصمها نهائيا مع إنتهاء العراق من تحرير ما تبقى من جيوب أذنابكم، فإن كانت عصابات (داعش) قد دنست أرض هذه المدن العزيزة على قلوبنا، إلا أنكم لا تقلون عنهم خسة ونذالة بجرائمكم التي تمارسونها في الاعلام، وتستحقون وبجدارة أن تكونوا دواعش الاعلام، فأتركوا العراقيين بحالهم، فهم أدرى بمصيرهم، وأبقوا أنتم عند حاويات النفايات علكم تجدون فيها من بقايا (قنوات العهر العربي) ما يسد رمقكم وبالتأكيد فإنه لن يشبعكم .

 

بقلم:  د. كريم المظفر

 

 

في المثقف اليوم