أقلام حرة

أنتخابات 2018 .. من يتغلب المال السعودي ام الدهاء الايراني؟

تتسارع الاحداث في المنطقة وتنفتح شهية الدول الطامحة للهيمنة على دول اخرى. وحتى الامارة التي لاترى الا بالمجهر تبحث لنفسها عن نفوذ وانتفاخ .كما ان النفوذ السياسي والاقتصادي وحتى العقائدي يمكن تحقيقه باساليب وطرق مختلفة. ويلعب المال السياسي دورا بالغ الاهمية في تغيير القناعات والرؤى والمواقف ليس للافراد المؤثرين في مجتمعاتهم بل وحتى الحكومات والدول والمنظمات الدولية. وفي الوقت الذي ينتظر ان تكون انتخابات البرلمان العراقي القادمة في 2018 حساسة للغاية ومفصلية فأن الصراع الايراني السعودي ينعكس بشكل لافت على الساحة العراقية وفي كل الاتجاهات. فالجالس الجديد على عرش نجد والحجاز محمد بن سلمان بدأ بتحريك امكاناته المالية الباذخة في شراء كل ما يمكن شراؤه وبأي ثمن. فالبعض استلم مئات الملايين من الدولارات وآخرون في قائمة الانتظار ينتظرون استدعائهم الى السعودية لاستلام حصصهم ومابدلوا تبديلا. هذا الملك السعودي المفترض والمتحمس والقادم على صهوة عربية يسوسها انكليز ويهود ومحركها مليارات النفط السخية في كل الاتجاهات.السعودية خائفة من ان يتحول العراق الى بوابة تأتي منها جيوش حكومية وغير حكومية بتدبير ايراني او غير ايراني فهي متورطة في الجنوب ضد الحوثيين ومرتعبة من المجهول الاتي من الشمال ولايمكن ضمان ذلك بدون التحالف مع جهات شيعية فاعلة.من جانب اخر فأن ايران لن تقف مكتوفة الايدي وهي ترى جهادها وجهودها على مدى عقود تذهب سدى. فالعلاقات بين ايران والعراق متلازمة وحتمية فهناك الحدود البرية والمائية وهناك المشترك العقائدي والاجتماعي فضلا عن الاقتصادي.وفوق كل ذلك الدعم الايراني غير المحدود الذي قدمته ايران للعراق لصد العصابات الارهابية المدعومة اساسا من دول خليجية وفي مقدمتها السعودية. ايران بالتأكيد لن تسمح بأي هيمنة سعودية على العراق وهي لاتألو جهدا في الحيلولة دون ذلك وستسلك كل السبل فوق ما ذكرنا لابقاء القرار العراقي عراقيا أو على الاقل لايمس المصالح الاساسية لايران بأي سوء. وفي ظل التشرذم العراقي والصراع على النفوذ والسلطة بحق وبدون حق. فالساحة العراقية ستشهد تغييرات هامة بحكم التحولات الديمغرافية والاجتماعية فالعراق لم يعد بحبوحة نفطية فتعداد نفوسه يقترب من الاربعين مليونا والتنمية الاقتصادية لحد الان شبه معدومة.اما النخب السياسية فلا شغل لها سوى جني المغانم والامتيازات وهي نخب اقل مايقال عنها انها غير مسؤولة وعابثة.فأذا طبق مبدأ الاغلبية الحاكمة والمعارضة الايجابية الفاعلة فربما يشهد العراق تحسنا ولو في الآليات .أما عدا ذلك فأن منظومة الحكم والسلطة بأكملها تحتاج الى تغييرات جذرية وحلول أنقلابية شاملة .ولن تكون الانتخابات القادمة الا حدثا روتينيا لاجدوى منه ولن تسفر الا عن نفس الوجوه أو امثالها وستتكرر نفس المشاكل والمعوقات التي شهدناها طيلة الفترة الماضية منذ 2003 وحتى اليوم. وستكون الانتخابات صراعا حادا بين المال السعودي السخي والدهاء الايراني فأيهما سيغلب ستكون الساحة له والمفاتيح بيده .أما الشعب العراقي وفي أجواء الغموض سيتجه الى صناديق الاقتراع بعيدا عن النضج وبعيدا عن اي ثقافة انتخابية أو برامجية وستعيد الدورة ذاتها من جديد وفي نفس الدواليب القديمة .

 

قاسم معلة حسين

 

في المثقف اليوم