أقلام حرة

نعم أصبت بالعمى ولكن!! الحمد لله ..

bakir sabatinرداً على معاتبة بعض الأصدقاء على هامش انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين أول أمس الجمعة، حول ظروفي الصحية التي حجبتها عن الأنظار، والطريف في الأمر أن حالتي هذه كان قد لاحظها قبل عدة أشهر كل من الصديق الشاعر نزار سرطاوي والشاعرة مريم الصيفي أثناء تنظيمي للأمسية الشعرية التي جرت في فندق الرويال بعمان في إطار مؤتمر باما الطبي العالمي وأنا شبه أعمى، حتى أنني اعتذرت أمام الجمهور الغفير أثناء تقديمي للمشاركين عن فقرة الشاعر م عمر سباتين بذريعة أنه لم يعد من تركيا بعد!! بينما كان نفسه جالساً إلى جواري دون أن اتبيّنه، حتى نبهني إلى ذلك المشاركون وخاصة الرئيس العلمي للمؤتمر البروفسور صالح الدسوقي، وكان موقفاً بريئاً ومحرجاً جداً.

 ويعود سبب إخفائي لحالة العمى المؤقت التي ألمت بي؛ إلى أن المرض بحد ذاته مسألة طارئة وشخصية جداً، لذا تعاملت معه كصديق لدود دبّ بيننا خلاف على نعمة النظر التي حباني الله بها، حتى فضّ الاشتباك بيننا نطاسيٌ بارع أقعد بخبرته مرضي على أريكة انتظار طويل.. كما وحبس في عقول المُحْبِطين ماردَ الحسد الذي يشعّ بالطاقة السلبية المهلكة.

فبعد إصابتي بالعمى ليومين قبل ثلاثة أشهر، استلحقت نفسي وراجعت مستشفى العيون التخصصي بعمان، وبفضل الله تحسنت حالتي على يد استشاري العيون العراقي الدكتور فواز الفالح من خلال عدة عمليات استخدم في بعضها تقنية الليزر والحقن، فيما انتظر الآن موعد الخامس عشر من الشهر الجاري لحقن العين اليمنى وبالتالي تكتمل المراحل الأهم من العلاج، وبحمد الله نظري مستمر بالتحسن الشديد، والرؤية في عيني ستكون أفضل بكثير، ورغم الظلام النسبي الذي غرقت فيه إلا أنني مارست حياتي الطبيعية دون عوائق، وكان بوسعي في حومة الوغى تصفح حسابي على موقع فيسبوك والتفاعل مع الأصدقاء بكل ما لدي من طاقة المحبة الإيجابية، ونثر قطاف من المودة على المتفاعلين معي كي تعبق روحي بأريج الزهور، ثم أبتسم كأنني مولود جديد.

 وكنت أثناء معاناتي أشعر بزهرة النور وهي توقد في قلبي النهار، وتضيء روحي معززة الطاقة الإيجابية في أعماقي، دافعة عزيمتي نحو الإبداع دون توقف.. والتركيز على كتابة القصص القصيرة جداً وفق ما يتلاءم مع ظروفي الطارئة، ومتابعة الأخبار وكتابة الحواشي على الورق ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وحشو ذاكرتي بمشاريع تزاحمت في رأسي المشرئب إلى المستقبل الوضاء، كأنني بذلك أمارس متعة التحدي للقادم المجهول.. فتبتسم روحي إزاء قناديل الأمل وهي تزاحم حجب الظلام، فينبعث منها بخور الرجاء المحمول على نسائم الصباح.

ثمة ومضة أخذت تبتسم على بتلات أحلامي التي لازمت النهار فما ترنحت من الاختناق، كأنها عذراء تحلم بفتاها، كي يتنفس الوجد في قلب يأنف الظلام.. مشهد داهم عيني بعدما تنفس فيهما الأمل وتمطى على وسادة الفجر الصباح..

فاعذروني أصدقائي على صمتي أثناء المصاب الجلل والخطب المنجلي بلا ريب، أما وقد صار مثولي للشفاء التام وشيكاً؛ فإنني احمد الله وأشكر الأصدقاء ممن لامسوا كربي دون أن أفصح عنه" يسعد صباحكم البهي كل الأصدقاء..

 

بقلم بكر السباتين..

 

 

في المثقف اليوم