أقلام حرة

يا نوابنا أكلت الدهشة رؤوسنا.. فماذا بعد!!"

bakir sabatin49 نائب أردني يطالبون بالتدخل العسكري لانقاذ الروهينجا..

كانت غزة بالجوار وهي تدمر على يد حيش الاحتلال الإسرائيلي، وتفهمنا آنذاك (مرغمين والشك يأكل رؤوسنا) موقف الأردن الحساس الذي حال دون إرسال فوات أردنية لحماية الفلسطينيين في القطاع، حتى أن تدخله في سوريا رغم الضغوطات الدولية التي مورست عليه جاء متوارياً خلف مناورات الأسد المتأهب؛ الأمر الذي أمن له طريقاً سالكا لعودة العلاقات مع سوريا مستقبلاً كما صرحت بذلك مؤخراً وزيرة الإعلام السورية بثينة شعبان ؛ ولم ينف الأردن كلامها. وعلى ضوء ما سبق ففي أي منطق يمكن اختبار دعوة 49 نائباً أردنياً يطالبون بالتدخل العسكري لانقاذ الروهينج!! دون أن يدرك هؤلاء النواب الذين بلا شك حركتهم ضمائرهم بأن عواقب إرسال أبنائنا بعيداً إلى منافي الموت دون غطاء أممي ستكون وخيمة، وهو إبعاد لقواتنا العسكرية عن سياق قضايانا العادلة التي لا يأبه بها القريب ولا البعيد ..

إن وسائل الوقوف مع مسلمي الروهينجا يبدأ بدعم تحركات ماليزيا وتركيا تحت بند (الإغاثة)، بالإضافة إلى ممارسة دور دبلوماسي بالضغط على السفارة الصينية التي تتحمل جزءاً من المسئولية على صعيد أممي، كونها لوحت مراراً وتكراراً باستخدام الفيتو ضد أي قرار يصدر بحق ناريمار (بورما سابقاً) من مجلس الأمن بشأن الجرائم التي يقترفها البوذيين هناك تحت غطاء الجيش البورمي..

لكنني أأيد بشدة في سياق مذكرة النواب الدعوة إلى سحب جائزة نوبل من رئيسة الحكومة البورمية التي تستهتر بحقوق الإنسان وتقتل الأبرياء المسلمين على الهوية الطائفية. وكنت أتمنى أن تشمل مبادرة نوابنا بالإضافة إلى ذلك، الدعوة لسحب هذه الجائزة الملوثة بالعار من المقبوريْن: المجرم مناحيم بيغن من جهة، ومهندس اتفاقية أوسلو التي استنزفت حقوق الفلسطينيين رابين من جهة أخرى..

اتركوا الأردن يهتم أكثر بالجبهة الداخلية وحماية الأقصى كونه صاحب الولاية على المقدسات المنتهكة في القدس الشريف. والضغط على قيادته فقط لإيقاف اتفاقية وادي عربة المشئومة التي تخالف مبادئنا الوطنية أو الانسحاب من استحقاقتها التي جلبت لنا الغربان وملأت وطننا نعيباً.. رغم الموقف العصيب الذي دفع الأردن إلى تبنيها والتوقيع عليها.. لا تعبئوا البنادق الصدئة بالبارود والناس نيام أو يتعلقون بمراجيح وعود حكومات متخبطة الأداء..

يا نوابنا كونوا أوفياء للقضايا الإنسانية!! ولكن لقضاياكم بحسب الأولوية... لقد أكلت الدهشة رأسي! كونوا واقعيين.. ودعونا من الفقاعات الإعلامية.. فماذا بعد! "عجبي".

 

بقلم بكر السباتين..

 

 

في المثقف اليوم