أقلام حرة

حقائق حول استفتاء البرزاني

اولا. ظهر البرزاني غير خبير في شؤون السياسة والعلاقات الدولية. والغريب كيف ان كردستان تعج باصحاب الشهادات ولكن احدا منهم لم يرفع صوته ضده وهذا يبرز سطوة البرزاني وتسلطه في كردستان العراق وبلطجية عصاباته.

ثانيا . ان مسعود اعتمد على ضربة الحظ التي ستخلق اجواءا مساندة له حيث توهم ان هذا عصر الاستقلال وعصر الشعوب وهو ليس كذلك فالعصر هو عصر القوى الكبرى وليس عصر الشعوب. كما انه اعتمد على دولة اسرائيل التي وعدته ببذل اقصى الجهود لدعم استقلاله وهو الامر الذي فشلت فيه ايضا تلك الدويلة القائمة على الشر والعدوان.

ثالثا. ان اسرائيل ليست بذلك النفوذ الذي تصوره لنفسها ويعتقد البعض به جهلا وتوهما فبعد التهديدات التركية والايرانية الحازمة وموقف حكومة بغداد . بدت اسرائيل بلا ادنى تأثير لصالح البرزاني وذهبت وعودها ادراج الرياح . ولابد من الاعتقاد ان البرزاني بعد ان فوجئ بالموقف التركي الصارم  اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي  بنيامين نتنياهو قائلا  متوسلا به  ان تستخدم اسرائيل مساعيها ونفوذها لدى اميركا ودول اوربية اخرى فهذا هو وقت الشدة  وقد وعد نتيانهو ببذل اقصى الجهود  على الاقل لانقاذ ماء وجه البرزاني الذي سينتهي دوره وعائلته الى الابد بانتهاء الازمة الحالية بحسب المعطيات المتوفرة.

رابعا . الاغلب ان نتيانهو قد طلب من الرئيس الامريكي ترامب تغيير موقف اميركا لصالح البرزاني بيد ان ترامب بناء على توصيات مستشاريه رفض افكار نتيانهو فسارع هذا الى الاتصال باللوبي اليهودي الامريكي وباعضاء في الكونجرس الذي طلبوا التريث وانتظار ما ستسفر عنه الاحداث. كذلك فان نتنياهو طلب من الرئيس الفرنسي مانويل  ماكرون ضرورة دعم حليف ناشئ لاسرائيل وللغرب فوعد  ماكرون باستقبال العبادي في اول اكتوبر وانه سيحاول الضغط عليه  باتجاه التحاور مع البرزانب ولا اعتقد بان العبادي سيخدع بهذه البساطة. ففرنسا لاتجرؤ على الحديث مع تركيا ولا ايران فاختارت اضعف الاثافي في الازمة الراهنة وهو العراق  فاذا تم خداع العبادي فان ايران وتركيا لايحق لهما الحديث بعد ذلك لان الامر يتعلق اساسا بالعراق .

خامسا. من علامات جهل البرزاني  وبساطته انه لم يكن قد ضمن موقف اي من الدول الثلاث وهي العراق وايران وتركيا  للمباشرة بعملية الاستفتاء والاستقلال فامر خطير  كالاستقلال لايمكن القيام به اعتمادا على الظروف والمتغيرات انما يستوجب ضمانات مسبقة  وتمهيد لايشوبه شك. فكردستان العراق لاتمتلك مقومات الدولة  وليس لها ساحل بحري وبالتالي فان موافقة تركيا وايران ورفضهما هو من يحسم امر قيام الدولة من عدمه , والان  فقد رفضت الدول الثلاث مشروع دولة البرزاني وبحسب تحليلي فأن  حلم الدولة قد تم وأده والى الابد  بسبب سلوك وسياسة البرزاني غير المدروسة والقائمة على الجهل والتخلف وانتظار المعجزة التي لم ولن تاتي في هذه الظروف التي يقف فيها العالم كله مع العراق  بحسب الواقع والضرورة الدولية .

سادسا . ظهر موقف حركة التغيير بانه الانضج والاكثر وعيا بطبيعة الظروف السياسية  والعلاقات الدولية التي تتحرك في ضوئها المشاريع والاجندات في هذه المنطقة البالغة الحساسية والتعقيد . فيما بدا البرزاني معزولا مخذولا وفقد اي فرصة للمناورة او التراجع فهو في عنق الزجاجة وفي موقف لايحسد عليه ويبحث عن اي مخرج ولو بحجج واهية . وكما قلت فانها بشرى لشعب كردستان ولعموم العراق بانتهاء دور عائلة البرزاني والى الابد وان الحكومة العراقية لم تكن تتوقع هذا التاييد الدولي  ضد مشروع البرزاني المدعوم من اسرائيل بقوة ورب رمية من غير رام كما يقال.

قاسم معلة حسين

 

 

في المثقف اليوم