أقلام حرة

الناس أكلت وجوهنا فماذا أنتم فاعلون!؟

bakir sabatinالرواية التي انتشرت عالمياً حول المواطن اليمني الذي مات وهو يتلوى ألماً على أرض بهو استقبال مطار الملكة علياء الدولي في عمان، جاءت نقلاً عن رواية أهل هذا المواطن كما بثها التلفزيون اليمني الرسمي صوتاً وصورة، وتناولتها (الغد اليمنية)، والتي تفيد بأن طيارة المواطن اليمني كانت متوجهة إلى الهند حيث كان يقصد العلاج هناك، لكنها هبطت في مطار الملكة علياء للتزود بالوقود (ترانزيت)، فاشتبهت الأجهزة الأمنية بالمواطن اليمني الذي بدا شاحباً بفعل المرض، الأمر الذي دعاهم لاعتقاله وإخضاعه للتحقيق التعسفي (بحسب الرواية اليمنية) رغم توسالاته في أن يترك لشأنه حتى لا تفوته الطيارة، فلم يؤبه به؛ لا بل تم مصادرة الأدوية التي بحوزته ورميها في سلة المهملات على اعتباره أنه مشبوه ومتمارض. ولكن تجيء القاضية كما توقعها المواطن اليمني المغبون إِذْ فاته موعد الطائرة التي أقلعت بدونه، فترك لليوم التالي دون أن يسعف، فتم تصويره وهو يتلى ألماً على أرض المطار حتى مات.

هذا ما جاء في الرواية اليمنية التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي اعتماداً على ما جاء في الصحف والمواقع الالكترونية في أرجاء العالم وذلك خلافاً للرواية الأردنية التي جاءت نقلاً عن مصدر أمني لـ"جراسا" والتي ذهبت إلى أن يمنيا وصل مطار الملكة علياء الدولي يوم الخميس الماضي، حيث كان ينوي اكمال رحلته الى الهند.

وأضاف المصدر أن اليمني لدى وصوله أرض مطار الملكة علياء، حيث دخل المملكة "ترانزيت"، بدت عليه أعراض التعب، ما اضطر لتحويله الى طبيب المطار، الذي قرر منعه من اكمال الرحلة كون حالته الصحية تمنع من ذلك .

وبيّن المصدر أنه تم استصدار تأشيرة دخول استثنائية له، وتحويله الى مستشفى البشير، حيث تولت كوادر الدفاع المدني نقله اليها .

ولفت المصدر الى أن اليمني أدخل الى البشير، لكنه توفي هناك، لمعاناته من سيرة مرضية، نافيا أن يكون تم احتجازه بشكل تعسفي أو لأي سبب آخر.

في المحصلة هذه الحقيقة لو صحت فهي لا يمكنها بناء نفسها في عقول القراء الذين تعاطفوا مع الرواية اليمنية والتي روجت بنجاح؛ ما أدى إلى تشويه سمعة الوطن الذي لا يمكن المزايدة على شهامة أهله الخييرين، وإزاء ذلك ينبغي من المسؤولين دراسة الحادثة بموضوعية للوقوف على حقيقة ما جرى بالفعل ووضع اليد على الخلل بدون تهاون. الناس أكلت وجوهنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فماذا أنتم فاعلون!؟

 

بقلم بكر السباتين..

 

 

في المثقف اليوم