أقلام حرة

لا ديمقراطية حقيقية بدون اغلبية حاكمة ومعارضة فاعلة

أن مبدا الحكم الديمقراطي يقوم اساسا على فكرة تداول السلطة المنتظم . بمعنى وجود اغلبية برلمانية حاكمة بغض النظر ان كانت تشكل حزبا واحدا او عدة احزاب تاتلف لتشكل الحكومة وتقود الحياة السياسية وفق برنامج حكومي واضح يتناسب مع حاجات وظروف البلاد. وعلى هذا الاساس ارتقت النظم السياسية في مختلف بقاع العالم واكتسبت التقاليد الثابتة وادى ذلك الى نجاحات اقتصادية واجتماعية مذهلة وحصل ذلك في دول مثل كوريا الجنوبية و ماليزيا وسنغافورة وتايلند فحققت نهضة تكنولوجية وعمرانية فاقت التصور. كما قضت على الفقر وهمشت البطالة كما تم استبعاد فكرة الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية العارمة كوسائل للتغيير . اما الحكومات التوافقية او حكومات الانقاذ فمقتضاها الظروف الاستثنائية كالحروب والكوارث والازمات الصادمة . وفي العراق لم تتطور الديمقراطية ومنظومة الحكم خلال ال خمسة عشر عاما الماضية بسبب عدم تطبيق مبداها الاساس والفاعل وهو حكومة الاغلبية مع وجود معارضة راصدة وفاعلة . وبعد مضي هذه الفترة المخيبة للامال والتي اتسمت بالفشل والفساد فعلى البرلمان القادم تطبيق مبدا الاغلبية ويقابله وجود المعارضة البرلمانية الناشطة والكفوءة . وعلينا ان نجرب ذلك . اما في حالة استمرار المحاصصة واصرار الجميع على التواجد في مجلس الوزراء فلن يؤتي اي ثمار لصالح المجتمع الطامح للتغيير والاصلاح. وسيتكرر اجترار الماضي الفاسد وهو امر ينبغي على جميع القوى الفاعلة رفضه وتجنبه .

 

قاسم معلة حسين

 

في المثقف اليوم