أقلام حرة

عمالة الاطفال

الطفل العراقي بين فكّي كماشة.. اليتم والتهجير من جهة ومسوءوليته عن اعالة اسرته من جهة اخرى!!

عمالة الاطفال..الى متى؟!!

يتمتع الطفل في العالم وخصوصا في العالم المتقدم بحقوق كاملة من حيث التعليم والرعاية الاسرية و الصحية، من حيث توفير سكن مريح، اماكن لعب نظيفة ومتطورة، صالات كومبيوتر، قاعات وملاعب رياضية مكيف ةومجهزة بأرقى انواع المعدات، متنزهات في كل حي، اماكن ترفيهية، نوادي لممارسة الهوايات كتعلم الموسيقى والرسم وما الى ذلك..حتى ذهابه الى الاماكن العامةكحديقة الحيوان ومدينة الالعاب له دخول بالمجان خصوصا وان كل طفل له هويه من مرحلة الطفولة الى سن التخرج ..

ينعم الطفل باستقلالية تامة، كما توجد قوانين تنص على حمايته حتى من ذويه، اذ يفرض الاتحاد الاوربي قوانين صارمة لحماية الطفل حتى من ذويه تصل الى حرمانهم من بنوته وايداعه الى عائله اخرى ان ثبت تعنيفه اسريا كاجراء رادع..

لذا يعيش الطفل بعيدا عن كل اشكال العنف لينمو سليما معافى بعيدا كل البعد عما يسبب له عقدا في المستقبل تبنى على اساسها شخصيته..

فيما يدفع الطفل العراقي فاتورة وجوده بالحياة ..

فبالاضافة الى اليتم والتهجير والجوع والحرمان والاستغلال تراه ينزل الى سوق العمل ليعيل اسرته المكونة من امه واخوته واخواته، وفي بعض الاحيان والده العاجز او الذي تعوّق نتيجة الارهاب فبقي مقعدا في البيت..

الخطوه الاولى، ترك المدرسة، والخطوه الثانية الشارع.. حيث يبحث عن عمل..واي عمل يستطيع طفل في الثامنة او التاسعة اوالعاشرة مزاولته!!

بيع الاكياس، علب المناديل، قناني الماء..على التقاطعات بين السيارات ومخاطر الشاحنات..بيع النفط والغاز، وقد تشربت ملابسه بالنفط الى حد التخمة، واخذت اظافره لونا اسودا من الزيوت والاوساخ..دفع العربات..ناهيك عن الاعمال الثقيلة في ورش العمل كالنجارة والحدادة وما الى ذلك من الاعمال المضنية..فبالاضافةالى تهجيره من محل سكناه وقتل احد والديه او الاثنين معا والاثار النفسية العظيمة التي يعاني منها ومايترتب على ذلك من تبعات ..

هذاالطفل يجد نفسه مسوءولا عن توفير لقمة العيش لعدد من الافراد !!مقارنة باقرانه الذين ينعمون بحياة كريمة في ظل ابوين يرعيانهم..

ماذا يجد الطفل بهذا العمر في الشارع!! غير الاستغلال والاستغلال والاستغلال!!من ذوي النفوس الضعيفة، او الخطف، اوالقتل، او المتاجرة باعضاءه البشرية، ناهيك عن التفجيرات التي تحصد الارواح دون قيد او شرط..

الطفل العراقي وبلارتوش ماده للتعنيف..جوع، حرمان، تهجير، يتم، عمالة، ابتزاز، استغلال، قتل..ماذا بقي من طفولته!!

لما يدفع هذه الاثمان!!على ارض شرعت اولى القوانين في العالم..

الطفل العراقي تنتهك حقوقه الى متى!!

يدفع ضريبة الحروب والارهاب والفقر الى متى!!

تنص القوانين الدوليه على حماية الطفل واعطاءه حقوقه كاملة، ولكن الان في العراق يوجد الاف الايتام والارامل..

..من المسوءول عن اعالة هوءلاء !!

عشرون بالمئة من ضحايا العنف في العراق نساء واطفال، ناهيك عن المتسربين من مقاعد الدراسة..

من الطبيعي ان افرازات الحروب يدفع ثمنها النساء والاطفال، فعندما يموت الاب باي طريقة، وقد تعددت تلك الطرق في العراق، فمن الطبيعي ان ينتقل الدور للام التي تقف عاجزة امام متطلبات الحياة خصوصا ان كانت غير متعلمة اولاتملك شهاده توءهلها للحصول على وظيفة، فمن سيتكلف بدفع المصاريف من مأكل وملبس ودفع ايجار وتسديد فواتير الماء والكهرباء والمولدة ودفع تكاليف المستشفى التي اصبحت غير مجانية اضافة الى تكاليف المدرسة..فيتحول هذالامر اوتوماتيكياً الى كاهل هذا الطفل الذي يجد نفسه مسوءولا عن اسرته لقضاء حاجاتهم!!

هذا الطفل الذي يعاني الامرّين من اجل الحصول على بضع دنانير لاتسد الرمق ينتهي به الامر اما مخطوفا او مقتولا اومستغلا من قبل اشخاص لاضمير لهم او سالكا طرقا اخرى للحصول على المال، اوواقعا بيد مجموعات منظمة للتسوّل تستغله ابشع استغلال!!او سالكا طريق الجريمة.. وبهذا نكون قد خسرنا شريحة مهمة جداً، بل انها اهم شريحة في المجتمع اذا ما أ’عدّت اعدادا صحيحا ..وهذا ماتقوم به المجتمعات المتقدمة لاعداد جيل قادر على النهوض بواقع المجتمع الى افضل مستوى..

لذا يجب ان تتخذ اجراءات لمنع تسرب الاطفال من المدارس، 1- فتح مراكز ونوادي يمارس الاطفال فيها هواياتهم واستغلال هذه الطاقه باعمال مفيدةمثمرة تعود بالنفع على المركز ويقابلها مردودا ماديا للطفل نظير العمل الذي قام به، وقد كان للصين باع طويل في هذا المجال لاستغلال الوقت والطاقه والابداع عند الاطفال في صناعة لعب الاطفال او الخياطة والتطريز ومانراه من بضاعة صينية تغزو الاسواق يتم تصنيعها على يد الاطفال باشراف وتوجيه كادر متخصص اما في المدارس او في مراكز خاصه..2- تفعيل قوانين الرعايا الاجتماعية، تفعيل عمل جمعية الاسر المنتجة التي تقوم باعمال الخياطة والتطريز كل في بيته، 3- تفعيل عمل دور الدولة لرعاية الايتام، 4-عمل ندوات تثقيفيه للحد من ظاهرة عمالة الاطفال التي بدت تنتشر بشكل كبير في المجتمع العراقي وتبعاتها التي أتت أ’كلها!! لكي يتمكن الطفل الذي فقد ذويه او احدهما ان يحيا حياة كريمة بعيدة عن التشرد والتسوّل والفقر..

واخيرا اقول ان الطفل ليس مسؤولا عن وجوده في الحياة لكي يتحمل هكذا اعباء فالاسرالغير قادرة على اعالة ابنائها على الاقل عليها ان تفكر الف مره قبل ان تنجب الطفل وتحمله مسوءولية مجيئه الى هذه الحياة..

(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيتهِ)

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم