أقلام حرة

صدور قرار أمريكي وشيك بإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين..

بكر السباتينكنت في كل المناسبات أطالب الفلسطينيين بأن ينشغلوا بتفاصيل القضية الفلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحاجة الملحة إلى ذلك في الوقت الراهن.. لأهمية الأمر في الضغط باتجاه الإعلان عن حقوقنا المهدورة عبر كل الوسائل المتاحة ورفض كل الصفقات المشبوهة.. فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.. نحن في هذا المقال بصدد الحديث عمّا يطبخ في أمريكا حول الإعلان الأمريكي عن إلغاء حق العودة للفلسطينيين، ولو حدث ذلك؛ ألا يستوجب منا التصدي له ولو من خلال نشر صور بطاقات الأنوروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي من باب التصدي لمؤامرة شطب هذا الحق المكفول أممياً وهذا أضعف الإيمان! أليس من الأجدر بنا إزاء ذلك الخروج في مسيرات ضخمة في العواصم العربية تعبيراً عن رفضنا لهذا القرار المجحف، والمزمع اتخاذه! وماذا عن دور الدول العربية والإسلامية والصديقة في دفع الظلم عن حقوقنا! وهل ثمة مخارج قانونية تمكن الفلسطينيين من رفع قضايا على ترامب في المحاكم الدولية للرد على القرار الوشيك!

هذه حقيقة باتت تدق أبوابنا. وقرار الإلغاء هذا بحد ذاته يمثل بالنسبة لترامب ورقة ضاغطة حان أوانها، وهي غاية في الأهمية إذ يبتغي منها الرئيس المهدد بالعزل؛ كسب دعم اللوبي الصهيوني لتثبيت قواعد وجوده على سدة الرئاسة بعد تعرضه لقرار العزل المحتمل والمرهون بنجاح الديمقراطيين في الاستحواذ على غالبية المقاعد في الانتخابات القادمة بعد تعرضه لسلسلة فضائح باتت تهدد موقفه القانوني.

إذن صدور قرار أمريكي بإلغاء حق العودة للفلسطينيين بات وشيكاً، فقد ذكر موقع (ريشت 13) الإسرائيلي مساء أمس السبت الموافق 25 آب 2018، أنه من المتوقع، أن تُعلن الإدارة الأمريكية خلال الأيام المقبلة، عن سياسة جديدة، تلغي فيها حق العودة للفلسطينيين بشكل فعلي.

إن شطب حق العودة يستلزم من الإدارة الأمريكية تدمير بنية الأونروا وتحجيم نشاطها عبر العالم، إذ أشار الموقع ذاته، إلى أنه من المتوقع أيضاً، أن تتضمن الخطة والسياسة الجديدة، عدداً من التدابير التي تستهدف في المقام الأول وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيث سيتم وقف الميزانية الأمريكية لها في الضفة الغربية، وسيطلب من "إسرائيل" وقف تفويض عملها؛ لضمان عدم استقبال دعم خارجي لها.

وفي سياق التعدي على التعريف القانوني للاجئ الفلسطيني فقد أوضح الموقع الإسرائيلي، أنه سيتم نشر تقرير حول عدد اللاجئين الفلسطينيين، حيث زعمت الولايات المتحدث الأمريكية، أن عددهم يبلغ فقط نصف مليون لاجئ، بدلاً من خمسة ملايين، واعتبار أن صفة لاجئ لا تنتقل بالوراثة.

من جهته اعترض بيير كرينبول المفوض العام لوكالة الغوث الدولية (أونروا) على التوجهات الأمريكية تعقيباً على قرار إدارة ترامب، يوم الجمعة الماضي، بتقليص أكثر من 200 مليون دولار، كانت مخصصة لقطاع غزة والضفة الغربية. حيث أكد بأن خفض ميزانية الوكالة، لا يعني إسدال الستار على قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وخلال مقابلة مع وكالة (أسوشيتد برس)، قال كرينبول: إنه لا يمكن تبديد أحلام 5 ملايين إنسان بهذه البساطة، في إشارة إلى اللاجئين الفلسطينيين، الذين يتلقون خدمات من الوكالة مشيرًا إلى أن قرار الولايات المتحدة الصادر في وقت سابق من العام الجاري، بخفض ميزانية (أونروا)، جاء لمعاقبة الفلسطينيين بسبب انتقادهم لاعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.

إن قرار ترامب لا يزيد الفلسطينيين إلا إصراراً على المطالبة بحقوقهم المشروعة وفق السبل المتاحة.. ولا يموت حق وراءه مطالب وهذه دعوة مفتوحة لنشر صور عن بطاقات الأونروا على صفحاتكم تعبيراً عن تمسككم بحق العودة والخروج في مظاهرات سلمية تغطي عواصم العالم.

 

بقلم بكر السباتين

 

في المثقف اليوم