أقلام حرة

ماكغورك يستقطب ويستبعد

حميد الموسويلم يغمض للادارات الاميركية واعوانها الخليجيين جفن، ولم يهنأ لهم عيش، ولم يهدأ لهم بال، منذ ان برز على الساحة العراقية حشد فتوى الجهاد الكفائي الذي سطر ملاحم - شهد بها العدو قبل الصديق -عجزت وتعجز عنها اقوى الجيوش الحديثة .اذ رأوا في وجوده تهديدا وافشالا مؤكدا لكل مخططاتهم ومشاريعهم المشبوهة واولها تقسيم العراق، وتحطيم قدراته الاقتصادية والعسكرية، وجعله بلدا تابعا ذليلا خانعا منفذا لسياسات اميركا واعوانها.لذا سعوا وبكل السبل الخبيثة والوسائل الملتوية على حل فصائل الحشد وتذويبها وانهاء وجودها، لكنهم فشلوا وخابت مساعيهم بفعل موقف المرجعية العليا الداعم لوجود الحشد ظهيرا امينا للجيش العراقي، وبفعل تصدي الجماهيرالعراقية واسكاتها لاي صوت يمس وجود الحشد الشعبي وينال منه وخاصة بعدما نظم وجوده بقانون جعله صنفا ضمن القوات المسلحة. الامر الثاني الذي زاد من حنق الادارات الاميركية ودول الخليج هو فوز قوائم انتخابية ضمت قيادات تدعم فصائل الحشد ومؤيديهم ومؤازريهم بمراتب متقدمة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، مايعني مشاركتها في قيادة العراق – مع من يأتلف معها من القوائم الاخرى – في المرحلة المقبلة .وهذا ما ارعب الدوائر الاميركية والخليجية وجعلهم يفكرون بالف طريقة شيطانية لتشتيت القوائم الشيعية وشق صفوفها، وعلى اقل تقدير تحييدها وابعادها عن التحالف وعدم اشراكها في اي دور قيادي .المؤسف ان الاخوة في القوائم الشيعية خضعوا للضغوطات الاميركية الخليجية، مختلقين اسبابا شخصية لتشظيهم، مبررين ذلك بحجج واعذار واهية، غير عابهين بالخطر الذي يداهم العملية السياسية .طبعا شركاء العملية السياسية من الاكراد والسنة يعلنون: انهم يتحالفون مع الكتلة الشيعية الاكبر وان اختلاف وخصام القوائم الشيعية لا يعنيهم، لكنهم في الواقع يعملون تحت ضغوطات الدوائر الاميركية والخليجية لتفتيت واضعاف الصف الشيعي وابعاد قوائمه عن التحالف كي يخل لهم الجو وتتمهد لهم الساحة ليفرضوا وليضعوا مطالبهم واملاءاتهم على قوائم النواة كشرط للتحالف معهم لتشكيل الكتلة الاكبر .

ان الجماهير العراقية الصابرة التي قدمت قوافل الشهداء من 2003الى يوم الناس هذا بتعرضها للابادة على يد وحوش العصر من القاعدة و الدواعش وايتام السلطة السابقة، ولبت نداء فتوى الجهاد الكفائي وطهرت ارض العراق بدمائها الزكية، هذه الجماهير تحمل جماعة النواة المسؤولية الكاملة عن التفريط بحقوق المقاومة الوطنية وانصارها والمؤتلفين معها، كون هذا الفعل والتصرف سيؤدي – تدريجيا - الى انتكاسة وطنية وربما العودة الى المعادلة الظالمة .

المبعوث الاميركي بريت ماكغورك يقوم بجولات مكوكية على جميع الاطراف السياسية العراقية لا بهدف لم الشمل بل يستقطب اطرافا ويؤلبها ليستبعد اطرافا اخرى، ونجاح مشروعه يعني خيبة سياسية اخرى وامتداد لدوامة فوضى وخراب وتراجع لأربع سنوات جديدة .

 

حميد الموسوي

 

في المثقف اليوم