أقلام حرة

إعْدَام میت؟

محمد سعد عبداللطيفعِنْدَمَا یمُسّك بالَقلَّم جّاهلِ، وبالبُندقّیة مُجرم وجبانِ وعَمیلِ، وبالسلطة خاَّئن، یتحول الوَطَن إلی غَابَه، یصُبح لاوجود لِلْإِنْسَان،

وأُسَّدلٰ السّتار علی قضیتي هَذَا الْأُسْبُوع وَاللَّتَيْن شغلتا الرَّأْيِ الْعَامّ الْمِصْرِيّ والقبطي خاصةً، نَحْن جمیعاً نرفض العُنف والعنُف الْمُضَادّ وَالْإِرْهَاب أيًا کان إرْهَاب جَمَاعَات أَو تنظیمات أَو إرْهَاب دَوْلَة .

نَحْن فی مُفترق طُرُق نکون أَوْ لَا نکون غَابَه وسلخانة ورعب وَخَوْف، أَو دَوْلَة قَانُون وطریق ومسار الی دیمقراطیة وَعَدَالَة انتقالیة وناجزة تَحْتَاج إلی المصُّارحة والمُکاشّفة وَفَتْح صفحة جدیدة ضِدُّ العُنْف والإرهاب ، حَکمتِ المحاکم المصریة علی أکثر مِن خمسن شخصاً بِالْإِعْدَام، مِنْهُم حَوَالَي سَبْعَةٍ وَثَلَاثِين فی قضایا سیاسیة، لَسْت هُنَا الحَٰکَم أَوْ الْقَاضِي أَو الْجَلَّاد، أکتب مَقَالِي لیس محترفًا بِاللَّعِب بالألفاظ أَوْ رَمْي الاتهامات جزافاً .

بِالْفِعْل قضیتي مَقْتَل الْمُسْتَشَار هُشّام برکات النَّائِب الْعَامّ و الأنبا إبیفانیوس، رئیس دیر القدیس أَبُو مقار بِوَادِي النطرون، وَمَا یدور مِنْ حَالَةٍ مِن السجال مِن مُنَظَّمات حقوقیة، وشبکات التَّوَاصُل الاجْتِمَاعِيّ،

لاَبُدَّ أَن نبحث عَنْ مَنْ زَرَع بُذور العنُف وَزَرَع الَّشوك، والآن نحصُده مِن تهدید السّلم وَالْأَمْن الاجْتِمَاعِيّ، فی غیاب مراکز بَحْثٌ عَن الْجَرَائِم الْمُنَظَّمَة والحیادیة الأمنیة،

مَنْ سَمَح بالتطرف وَمَنْ أُعْطِي لَهُمُ الْمَال والعَتاد ؟ ألیس حکام الْعَرَب هُمْ مِن صَنَعُوا الْقَاعِدَة ألیست بتوجیهات مُبَاشَرَةٍ مِن أمریکا أَثْنَاء الحَرْبُ الْبَارِدَة بِاسْم الْإِسْلَامِ وَالْجِهَاد عِنْدَمَا اُستخدم الفکر الوهابي ضِدّ الشیُوعیة وتوظیف الدین فی حَرْب أَفْغانِسْتان ؟ مَنْ أَطْلَق ید الْجَمَاعَة فی مِصْر ضِدّ الیسار الْمِصْرِيّ والتیار القَوْمِيّ ؟ ألیس السَّادَات ومبارك هُوَ مَنْ صَنَع مِنْهُم فُزّاعَة وَرَشْحُهُم وفصّل دَوائِر انتخابیة لهم وَأَصْبَحُوا عَام 2005 یستحوذون !

علی حَوَالَي سَبْعَةً وَثَمَانِين مقعدًا فی مَجْلِس الشَّعْب ؟ !

فی عَصْر مُبَارَكٌ البلید،

عِنْدَمَا سُٸل وَلِيّ العهد مُحَمَّدُ بْنِ سَلْمَان، عَن مسؤولیة السعودیة عَن صِنَاعَة الْإِرْهَاب والتطرف فی أمریکا ، قَالَ أَن السعودیة لاتصنع الإرهاب بَلْ أَن أمریکا هِيَ الَّتِي طلبت مِنْهَا صِنَاعَة إسْلَام متطرف لتواجه بِه الشیوعیة، وَالْآن مِن صنعتهم مِن هٶلاء

الرِّجَال وراء القُضْبَان لِأَنّ دُورِهِم قَدْ انْتَهَى وَالْآن یتم تفصیل إسْلَام المراقص والبارات فی السعودیة !

ففی عَام 2011 م کنا جمیعًا علی مَوْعِد وِلَادَة ومخاض مُتَعَثِّر لِوِلَادَة مِصْرَنَا الجدیدة حَلُمنا جمیعًا وَمَن حَقِّنَا أَن نحلُمَ بأفُقٍ جدید أَن القادم أَفْضَل وَقَد عِشْنَا ولاّدة أَوَّل عملیة انتخابیة دیمقراطیة نزیَّهة، وَسَمِعْنَا مالذَّ وطابَ مِن وعودٍ أَن مِصْرَنَا الکبیرة سَوْف تصّبح مِن الدُّوَل الْمُتَقَدِّمَة وَنَحْن لدینا کنُوز مِنْ الذَّهَب والغاز وَالْمَعَادِن، الفرحةکانت بِالْمِرْصَاد سُرقت الْفَرْحَة عَلِيّ أَعْوَاد المشانق والتهجیر والتفجیر وَالْفَسَاد والعبء علی الْمَوَاطِن البسیط لتختفي الطَّبَقَة الْمُتَوَسِّطَة، وَتَظْهَر تنظیمات عنقودیة تَحْتَ الْأَرْض تَهَدَّد الْأَخْضَر والیابس، لیسقط کل یوم دِمَاء شَبَاب علی أَرْض الفیروز مِن الشُّرْطَة والجیش وکذلك مِنْ الْأَطْرَاف الْأُخْرَى لینقلب الْفَرَح إلی ساحات الْقَضَاءِ مِن عویل النِّسَاءِ وَالْأَطْفَال أيًا کانت الجریمة فی نَطَق الحکم علی أَعْوَاد المشانق أَي وَطَنِي مٶمن بِوَطَنِه وعرُّوبته لاَبُدَّ أَن یقف فی لَحْظَة خَوْف علی هَذَا الوَطَن الکبیر مِصْر قَلْب العُروَّبة ضَاعَت مُنْذُ عَام 1979 لاَبُدَّ أَنْ تَرْجِع مَرَّةً أُخْرَى لتقود هَذَا العَالَمِ الْعَرَبِيّ قَدْرِهَا کما تَعَلَّمْنَا فی الجغرافیا السیاسیة .

لَقَد أَصْبَحْنَا بعیدًا عَن رکب الأمم وَعَن مسیرة التقدم والحضارة التي تخطو بِهَا بُلْدانِ الْعَالِم، أین عُقَلَاء وحکماء الْأُمَّة ألیس فیکم رَجُلٌ رشید یقول أَن العُنْف وَالدَّم یقابله عُنْف مُضَادٌّ، کفى أیها الحکام مِن تفصیل قوانین تتربعون بِهَا عَلِيّ الحکم وَعَلَى أَسَاسِه قَد فَصَلُّوهَا علی مقاسات حکُمهم مِنْ النّهْب وَالسَّرِقَةِ وَالْقَتْل خَارِج القَانُون، تَعَالَوْا معًا إلی کلمة سَوَاءٌ نُوقِف بِهَا بُحُور الدَّم وَنَقْطَع إحْبَال المشانق، نَعُود جمیعًا إلی مِصْرَنَا الحبیبة، ننسج خیوطًا تَمَزَّقَت مِن نسیج هَذَا الْمُجْتَمَع، فهل تبدَّد الحُلم وَاسْتَحَالَت الْفَرْحَة،

أَم أَصْبَحْت الْفَرْحَة عمُلة صَعْبَة اختفت مِن حیاتنا، هَل ضَاعَت الْفَرْحَة مَع الضائعین، وتبخرت علی شواطئ الْبِحَار هربًا مِن الجحیم ، وَالْهُرُوب خَارِج الوَطَن، ویتساءل الآخرین ویحتدم السَّجال علی الصُّحُف وشبکات التَّوَاصُل هَذَا الأسبوع بَعْد تنفیذ حکم الإعدام علی تِسْعَةٌ شباب یوم الْأَرْبِعَاء المنصرم، إذَا کان القائد الْأَوْحَد او قاٸد الضرورة هُوَ السَّبَب، فَهَل السَّبَب فی قُتِل الانبابا هُو الرٸیس لَا نرید أَنْ نَجْعَل الحاکم الشَّمَّاعَة أو قمیص عُثْمَان، السَّبَب هُنَاك بالفعل خَلَلٌ فی جسد مصرنا الْمَحْرُوسَة، وفی جَسَد الْأُمَّة العربیة المرض أَصْبَح مزمن وَالسَّبَب فی انْعِدَام الفرحة نَحْن جمیعاً حُکام ومحکومین ، أَصْبَحْنَا مِثْل جماعات الأوس وَالْخَزْرَج، ترکنا الْعَدُوّ الصهیوني وأصبحنا نَحْن الْأَعْدَاء،

الجریمة البشعة الَّتِي وَقَعَت فی دیر القدیس أَبُو المقار ۔ لِمَجْمُوعِه ترکوا الحیاة والمتعة بکل مافیها وَعَاشُوا فی الصَّحَارِي القاحلة بحثاً عَنْ اللَّه وَالْعِبَادَة، رَغِم ذَلِكَ صَدْر حکم الْإِعْدَام عَلِيّ مرتکبي الجریمة، وَهَذِه القضیة بعیدة عَن الصِّرَاع الداٸر الْمُرْتَبِط بالصراع علی السُّلْطَة؟

وَمَن سبب الْخَلَل فی قُتِل الأنبا إبیفانیوس؟ وَلِمَاذَا أَقْدَم اثْنَانِ مِنْ الرُّهْبَان علی قَتَلَه رَغِم أَنَّهُ رَجُلٌ مُتَقَدِّمٌ فی الْعُمْر؟ وَهَل أُصیب شُعَب الکنیسة بِخَلَل فی الرَّهْبَنَة؟ وَمَنْ وَضَع ودسّ السُّم لِشَاهِد الإثّبات؟ وَلِمَاذَا أقّدم المُتهم الْأَوَّلِ عَلَى تناول مُبید حشرّي للانتحار ثم القفز مِنْ الدَّوْرِ الرَّابِع فی المستشفى؟ ولماذا حَاوَل الْآخَرُ قَطَع شریان الید للانتحار ؟ وَلِمَاذَا عَلِقَت الکنیسه النِّظَام الکهنوت ثَلَاثَةِ أَعْوَام ؟ علمًا بِأَنَّه کان فی فَتْرَة إلْبَابًا شِنُودَة بَعْض الْخِلَافَات الکنائیسية ولکن کانت بعیدة کل الْبُعْدِ عَن جریمة وَادِي أَبُو مقار، هَل حَسَم إلْبَابًا تواضروس الْأَمْر بِالْمَوْعِظَة الْمَشْهُورَة وقرارت بِالْجَمْع الْمَقْدِس، ضَبْط الرهبنة ، آل الْأَحَدَ عَشَر فی إعادة ضبط حیاة الرَّهْبَنَة الی سیرتها الْأَوَّلِيّ، بِالْخُطْبَة وضرب مثال علی أَن یهوذا کان خاٸنًا رَغِم أَنَّه کان مِن تلامیذ السید المسیح؟ نَدْعُو اللَّهَ أَن یحفظ مِصْرَ مِنْ الْفِتَن أيًا کانت .

 

مُحَمَّد سَعْد عَبْد اللطیف

کاتب وَبَاحِث فی الجغرافیا السیاسیة

 

في المثقف اليوم