أقلام حرة

غياب المعارضة البرلمانية في العراق اسبابه

من المعلوم ان العملية الديمقراطية هي عملية متكاملة فهي تشبه المعادلة الرياضية بطرفين غير ان المستغرب ان لا احد يقبل ان يكون في طرف المعارضة والتي واجبها كما هومعروف ابعد واكثر دقة وشمولية من عمل البرلمان نفسه. فالبرلمان عمله محدود وله روتين ثابت ومحدد. بينما تقوم المعارض البرلمانية بعملين في نفس الوقت اولهما عمل البرلمان نفسه في الرقابة والتشريع والمحاسبة والثاني هو البحث والتقصي عن ما هو ابعد واخفى من الصفقات والمخالفات والتجاوزات . و السؤال المهم لماذا يرفض الجميع ان يكون في المعارضة البرلمانية ؟ الجواب هو ان الجميع يريد ان يستفيد من مغانم السلطة وامتيازاتها وما توفره من مناصب ومكاسب مادية ووجاهية .الجميع يرفض ان يكون مدافعا عن الشعب ومصالحه ومايسرق منه وما يخفى من صفقات وفساد ...الخ. الجميع يبحث عن الربح السريع والجاهز اماعمل المعارضة فهو عمل فيه الكثير من التعب والجهد والصدام والمسؤولية .

وفي حالة تم طرد احدهم من جميع المناصب او افهم بان لامناصب له ينتظرها فيبدأ بالتهديد بانه ذاهب الى المعارضة لاحبا بالشعب ولادفاعا عن مصالحه انما لانه بات عاطلا ولاشغل له في الحكومة وامتيازاتها .

ان عمل المعارضة البرلمانية هو عمل تكميلي لعمل البرلمان ولاينفصل عنه انما بانحيازه لمصالح الشعب وبحثه عن عيوب السلطات الثلاث والعمل على اصلاحها وترشيدها. اما الهروب من واجب المعارضة البرلمانية ومهامها فهو هروب من المسؤولية الملقاة على عاتق من اوصلهم الشعب الى هذا المكان ليكونوا حراسا له لامتفرجين على معاناته .

في نفس الوقت يؤشر غياب المعارضة البرلمانية الى انعدام النضج لدى اعضائه وان البرلمان لايزال في ادنى مستوياته من الاداء مما ادى الى عجزه عن القيام بالمهام المنوطة به مثل مكافحة الفساد وغيرها من السلبيات التي تضرب اعماق البنية السياسية والاقتصادية في العراق .

 

قاسم معلة

 

في المثقف اليوم