أقلام حرة

السودان تفصل السواعد!!!!

وقد استعان برؤساء العشائر المعروفة لترفع معه الحجر الاسود كتكريم لها ... تعلمنا ان العشيرة تحمي الدخيل وتغيث الملهوف وتنصف المظلوم .. وتعيد الحق ولاترضى بالنقيصة .. وتعلمنا الكثير من مكارم الاخلاق منها ..

 

ولكن عندما تنسحب القبيلة لتكون واجهة للتخريب والتغطية على  الفساد وحماية النقائص. فهذا تراجع اخلاقي وقيمي واجتماعي خطير .. ما أثارني لكتابة هذا الموضوع هو الخبر الذي سرب الى الاعلام من ان عشيرة السودان تنوي ان تقيم الحد العشائري وتفصل عشيرة السواعد.. لان صباح الساعدي استجوب وزير التجارة مما اعتبرته عشيرة السودان اهانة لها .

 

نتمنى ان يكون هذا الخبر فذلكة اعلامية عارية عن الصحة لانها اشارة الى خلل بدأ ينخر بالعشائر والتي تعتبر القيم اهم ارتكازاتها ..!!

 

وكلنا يعرف ان العشائر العراقية تعمل بمبدأ (السوادة بوجه راعيها) اي ان من يعمل عمله (سودة)  مخجلة، مخلة،ومشينة فهو مسؤول عنها،، وتخص من قام بها ولاتخص العشيرة .. و السوادة حسب ماسمعت ..هي اللوثة والخطأ والزلل والاعتداء على اموال الاخرين والسرقة والقتل وانتهاك اعراض الناس وسرقة الجار وقطع الطريق او اي اعتداءآخر على قيمة اخلاقية او انسانية في العرف والقانون العشائري.

 

فان مثل هذه الافعال اول من يتصدى لها هم العشائر .. فكيف تنظر عشائر اليوم الى اللوثة او العمل المشين على انه مس بكرامتها وتنتقض للدفاع عنه وليس عن حق المظلوم الذي سلب .. انه انقلاب على القيم .. على العشائر ان تحذر منه وان تنأى بنفسها وبثوبها النظيف عن هذه المساحات الوسخة ..

 

انها دعوة من ابنتكم التي تحترم اعرافكم وتحب تقاليدكم وتنتمي لكم انتماءا انسانيا ولكن ليس على مبدأ انصر اخاك ظالما او مظلوما،،...لماذا تريدون اضفاء الشرعية على فعل قبيح ومستهجن .. على اتهامات تكاد تقترب من اليقين

 

الوزير السوداني هرب ولم ليدافع عن نفسه كرجل شريف امام القضاء .. فقد يكون مظلوما وتبرأ ساحته .. وكانت الناس ستقف معه وتحترمه كما وقفت جماهير كربلاء لتدافع عن صابر الدوري وهو من هو.. احد اركان حزب البعث وقيادييه الكبار .… ولكنها دافعت عنه لاعتقادها ببرائته وبانه لم يسيء اليها .. فكيف تهرب وانت من انت .. ابن العشائر والمضايف وهي الغنية بالقيم والعادات الحميدة ...

 

 هذا عرف تعلمناه من العشيرة .....اذن : ما هذا الانهيار الموجع الفعلي للمسلمات والاعراف العشائرية، ومن سننها انها لاتدافع عن السوادة ولا تداعي بها لانها نقيصة..

انها صرخة علها تنفع في هذه الضجة ...

 

ناهدة التميمي

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1071  الاحد 07/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم