أقلام حرة

صادق السامرائي: إيقاظ الشعوب جريمة لا تغتفر!!

صادق السامرائي"نامي جياع الشعب نامي... حرستك آلهة الطعام"

أبناء الأمة تحت سطوة برامج التنويم والترقيد والتخميد، الفاعلة فيهم على مدى أكثر من قرن، وفرسانها الكراسي المتسلطة، والنخب الممولة، والأقلام المرتزقة، والرموز المؤدينة.

فالمطلوب إثباته هو "التنويم"، ومَن يشذ عن المسار يواجه الأليم.

ووفقا لذلك فالشعب يُستنزف بالركض الدائب وراء الحاجات الأساسية، ويُحرم من وسائل العيش السهلة، فلا كهرباء ولا ماء صالح للشرب، ولا سكن لائق، ولا رعاية صحية جيدة، وعليه أن يستهلك عمره بتوفير ما يساعده على العيش، ليكون مستعبداً بالقابضين على مصير بلاده.

فإذا تعلم الشعب وتثقف وإستيقظ وطالب بحقوقه، إندلعت حرب شعواء للقضاء عليه ومحق إرادته، فيتحول البقاء إلى حلم  بعيد المنال، لأن أجراس الموت تقرع الأبواب.

وإذا تجرّأ قلم وكتب شعرا إيقاظيا سلطوا عليه الأقلام الممولة، وأبواق الكراسي المسوِّغة للمظالم والمآثم والقهر والعدوان على الإنسان، وإذا كتب كاتب مقالا لإيقاظ الشعب من غفلته، تناهشته الأقلام المرتزقة وفعلت ما فعلت بمقالته، فتفندها وتتهمه بما يمنع اليقظة، ويعزز النوم والتخدير والتقتيل والتضليل.

ولا يمكن لخطيب أن يتكلم في موضوع يدعو للإستيقاظ، فالخُطب ذات هدف تنويمي، وعدوان على الحياة الدنيا، وتعزيز للقهر والحرمان، وتأمين التبعية والخنوع، وإعتبار السمع والطاعة من أركان الإيمان.

هذه مناهج سياسية توظفها القِوى الطامعة بالأمة، وتسخّر أبناءها لتنفيذها، وتأمين مصالحها، ولا يعنيها ما يقاسيه المواطن في دول الأمة، فالبشر فيها أرقام وحسب، وعند غيرها إنسان له قيمته وحقوقه.

فهل ستستفيق أقلام الشرور والبغضاء والإلهاء، والإمعان بتمرير مخططات وبرامج العدوان على جوهر الأمة ومصير الإنسان؟

"ثوري جياع الشعب ثوري...نصرتك قائدةُ المَرام"!!

فهل ينفع التنهيض والتنوير إذا نامت الشعوب؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم