أقلام حرة

ضياء الهاشم: الحرب في أوكرانيا والحل الدبلوماسي

ضياء الهاشميسعى الوسطاء ومعهم ايضا زيلينسكي، إلى الانفتاح الدبلوماسي، على الرغم من التشاؤم حول صعوبة معرفة نوايا الرئيس بوتين في أوكرانيا. ويعتقد بعض المسؤولين ممن يحاولون التوسط للوصول إلى إتفاق لإنهاء الحرب سلميا بين الطرفين روسيا واوكرانيا، بأنً المواقف تتغير بشكل طفيف للغاية من جانب روسيا، ولكنها في تباين من قبل الجانب الاوكراني، حيث يرضخ النازي، زيلينسكي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مرة ومرة أخرى يتوسل الاطراف الدولية الوسيطة بالحل الدبلوماسي، وتارة أخرى يرفض التفاوض. لكن ماهو ثابت ومضمون حتى هذه اللحظة، هو أنً الخلافات الرئيسية لازالت قائمة بين الطرفين ولذلك نرى أن روسيا تهدأ العمل العسكري لتفتح ممرات آمنة مرة، فتقابلها اوكرانيا بالمواجهة والتصعيد، لتسارع روسيا بالرد سريعا وبقوة لرفع وتيرة القتال على الارض في داخل المدن الاوكرانية.

لم تسفر مفاوضات المراحل الأولى عن أي انفراج أو بارقة أمل في إنهاء القتال أو اي اتفاقيات تمهد لذلك، ولكن ينظر إلى قنوات الاتصال المفتوحة، على انها ايجابية مع وجود كم هائل من الضغوط الاوروبية والامريكية والدوائر الغربية عموما على روسيا لمحاصرتها ومساعدة اوكرانيا عسكريا وماديا وإعلاميا. وحتى هذا اليوم، الخميس 10/مارس كان من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الاوكراني كوليبا في تركيا، وهو نوع من التواصل الدبلوماسي المباشر رفيع المستوى، سعت إليه إدارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، والذي كانت تتجنبه إدارة الرئيس بوتين على مستوى الرؤوساء، لعدم آهلية الرئيس الاوكراني في نظر الرئيس بوتين، منذ بداية المعارك بين الطرفين وتم رفض جميع دعوات زيلينسكي بلقاء الرئيس الروسي بوتين لإجراء مفاوضات مباشرة معه. أما محاولات الوساطة الاوروبية والمتمثلة بالرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون، والمستشار الالماني أولف شولز، فقد كانت يائسة كونها ولدت ميتة لما يتمتع به القادة الاوروبين من عنصرية وتحيز اتجاه اوكرانيا ضد روسيا، ورغم عدم حياديتهما، لكنها فشلت في وقف الحرب. وتحدث دبلوماسيين فرنسيين لم يكشفوا عن انفسهم، بأن الرئيس بوتين خلال مكالمته مع الرئيس الفرنسي والتي استغرقت ساعة كاملة، كان متشدداً، ولم يخفف من مواقفه على الاطلاق.

وفي الجانب الميداني، كانت هناك مؤشرات ضعيفة تدل على وقف التصعيد خصوصا من الجانب الاوكراني الذي أعتمد على العنف وارتكاب المجازر النازية وطريقة تعامل الاوكرانيين مع الاسرى الروس بتعذيبهم والتنكيل بهم، ومعاملة استغلال المدنيين كدروع بشرية، رغم صبر الرئيس بوتين ومدى حنكة الروس في إعطاء فرصة لإخلاء المدنيين من المدن التي تشهد اقتتال وساحات المعارك وفتح ممرات آمنة لخروجهم إلى مناطق اكثر أمنا. ومع وعد الرئيس بوتين بنزع سلاح أوكرانيا و كشف مصانع الاسلحة البايولوجية الامريكية في اوكرانيا، وسيطرة الجيش الروسي على معظم المفاعلات النووية الاوكرانية، فلم يدخر جهدا في الحديث عن محاكمة أولئك الذين أرتكبوا العديد من جرائم الابادة النازية الدموية بحق الاقليات الروسية في اوكرانيا من المدنيين العزل من السلاح، فقد تناقصت فرص إحلال السلام. وعلى الرغم من أنه أكد على أن روسيا ليس لها أيُ نية في احتلال أوكرانيا أو ضمها إلى روسيا، فقد أقترح إعادة ترسيم الحدود الاوكرانية وضمان حماية استقلال الجمهوريات التي انفصلت عن اوكرانيا وتنصيب حكومة صديقة إلى روسيا. كذلك على اوكرانيا تغيير دستورها الذي يكرس حاليا طموحات حلف الناتو في التوسع على حساب الحدود الروسية وانضمام اوكرانيا لهذا الحلف والزحف على روسيا وتهديد امنها القومي، ولذلك كان لزاما على اوكرانيا أن تتنصل تماما عن اي هدف للانظمام إلى أي حلف او نوع من التكتلات الدولية، ويجب عليها الاعتراف بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 والاعتراف باستقلال الجمهوريات التي استقلت من اوكرانيا وانفصلت عنها، في الدونيتسك ولوغانسيك . الرئيس الروسي طبعا سيضاعف من هجمات الجيش الروسي على المدن الاوكرانية في الايام القادمة لتحقيق أهدافه من الحرب على اوكرانيا، في القضاء على النازية حتى تغيير قادتها الذين تسببوا في النزاعات العسكرية وتدمير السكان المدنيين واحداث شغب مفتعل بأوامر امريكية، وهذه النوايا تفهمها جيدا الدوائر الامريكية لذلك فهي لاترى في التواصل مع موسكو مبرر بشأن الانفتاح عليها دبلوماسيا وتفضل استمرار الاقتتال حتى اضعاف قدرات الجانب الروسي العسكرية واقتصاد روسيا لذلك فهي تعمل على محاصرة روسيا اقتصاديا وتناشد جميع الدول الاخرى على المساهمة معها في العقوبات التي شددت فيها على موسكو. ومع اصرار الجانب الروسي على تحقيق جميع أهداف هذه الحرب على اوكرانيا، يرضخ زيلينسكي يوميا في عدم تأكيده واصراره وضغطه على اعضاء حلف الناتو بالانظمام للحلف والحصول على عضوية اوكرانيا فيه وهذا ما اكده في مقابلة مع محطة ال ABC الاخبارية قبل يومين .

 

ضياء الهاشم

 

في المثقف اليوم